كتاب

استثمار واجهات المدارس

.. من داخلِ أروقةِ وزارةِ التعليمِ يخرجُ إلَى الميدانِ التربويِّ برامجُ ومشروعاتٌ تربويَّةٌ، وفِي داخلِ ذاتِ الأروقةِ، يتمُّ إنهاءُ هذهِ الافكارِ والمشروعاتِ، إمَّا بسببِ سرعةِ التطبيقِ مِن غيرِ دراسةٍ، أو تهيئةٍ كافيةٍ، أو بسببِ سرعةِ الإلغاء، حتَّى مِن قبل أنْ تكتملَ فترة التَّطبيقِ والتَّقييمِ (كتجربةٍ)، وأحيانًا نستنسخُ مَا لا يصلحُ لنَا أو يشبهنَا.. وسأذهبُ مباشرةً إلى فكرةٍ بعينِهَا طرحتهَا الوزارةُ تتعلَّقُ فِي جوانبَ مِن اقتصاديَّاتِ التَّعليمِ.

*****


.. أذكرُ قبلَ حوالَى عشرينَ عامًا تقريبًا، طرحتْ وزارةُ التَّعليمِ فكرةَ استثمارِ واجهاتِ المدارسِ، الفكرةُ فِي حدِّ ذاتِهَا -فِي نظرِي- مهمَّةٌ، ولوْ تمَّ تطبيقهَا بشكلٍ فاعلٍ فسيتمُّ توفيرُ مواردَ ماليَّةٍ جيدةٍ قدْ تشكِّلُ رافدًا فِي ميزانيَّاتِ التَّعليمِ.

وأذكرُ أنَّ الأستاذَ عليوي القرشي مديرَ عامِّ التَّعليمِ بمنطقةِ مكَّة المكرَّمة سابقًا -رحمَهُ اللهُ- طلبَ منَّا فِي الإعلامِ التربويِّ والعلاقاتِ العامَّةِ تنفيذَ هذهِ الفكرةِ بالتَّنسيقِ والتَّعاونِ معَ الزُّملاءِ فِي القسمِ الهندسيِّ.


*****

.. ومِن أجلِ تجليةِ الفكرةِ أكثر، واستيعابِ المطروحِ والتهيئةِ الجيدةِ للتنفيذِ، شرعنَا فِي قراءةٍ شموليَّةٍ لاقتصاديَّاتِ التَّعليمِ فِي الوزارةِ، وقراءةٍ متأنيَّةٍ حولَ الفكرةِ تحديدًا، وفتحِ نافذةِ تواصلٍ معَ الجهةِ ذات الاختصاصِ؛ للإجابةِ عَن التَّساؤلاتِ التِي قدْ تنشأُ فِي ذهنيَّةِ المنفِّذِينَ عادةً، وفِي النهايةِ بناءِ قاعدةِ معلوماتٍ يمكنُ التنفيذُ مِن خلالِهَا.

وكانَ مِن أهمِّ المعاييرِ التِي طبقَّناهَا هِي ألَّا يعيقُ الاستثمارُ سيرَ العمليَّةِ التَّعليميَّةِ من حيثُ المساحاتِ والواجهاتِ والمنافذِ، وكذلكَ أنْ تكونَ الأنشطةُ التِّجاريَّةُ متَّسقةً معَ طبيعةِ البيئةِ التَّعليميَّةِ والتَّربويَّةِ.

*****

.. وللحقيقةِ فعندمَا استعرضنَا خارطةَ مدارسِنَا فِي العاصمةِ المقدَّسةِ ومواقعهَا الحيويَّةَ جدًّا مثلِ شوارعِ العزيزيَّةِ والسِّتين والمسفلةِ والمنطقةِ المركزيَّةِ وغيرهَا، وعندمَا قامَ الزُّملاءُ فِي القسمِ الهندسيِّ بعملِ مسوحاتٍ فنيَّةٍ علَى بعضِ واجهاتِ المدارسِ فِي العاصمةِ المقدَّسةِ، وجدنَا أنَّنا أمامَ مواردَ ماليَّةٍ كبيرةٍ ومهملةٍ، كانتْ ستفيدُ كثيرًا الميزانيَّاتِ التَّعليميَّةِ لوْ تمَّ استغلالهَا، وقِسْ علَى ذلكَ فِي جدَّة والرِّياضِ وباقِي مدنِ المملكةِ.

*****

.. وبعيداً عن كل شيء، فإنني أرى أن هذه الفكرة مهمة جداً في مثل هذه المرحلة التي تعتمد على تنويع مصادر الدخل، ونحن نرى بعض الجهات سارت في ذات الاتجاه مثل البلديات في تجربة (مواقف) وغيرها، وأعتقد أن استثمار واجهات المدارس وخصوصاً في المواقع الحيوية أفضل وأنفع من أن تكون مجرد جدران قائمة.

أخبار ذات صلة

غياب (الخميس)!!
كادر المهندسين المتقاعدين
ابحث عن المعنى
الرياض.. ملتقى أبناء وبنات الوطن
;
الرياض عاصمة الإلهام والتأثير
الخلفية التعليمية لكبار الأثرياء في العالم
«إلا المصلين» و«ويل للمصلين»
اللغة الشاعرة
;
مؤتمر الأردن.. دعماً لوحدة سوريا ومستقبلها
الجهات التنظيمية.. تدفع عجلة التنمية
الاستثمار في مدارس الحي
معرض جدة للكتاب.. حلَّة جديدة
;
«حركية الحرمين».. إخلاص وبرامج نوعية
دموع النهرين...!!
الجمال الهائل في #سياحة_حائل
عقيقة الكامخ في يوم العربيَّة