كتاب
الخطابات الممجوجة..!!
تاريخ النشر: 03 نوفمبر 2024 00:13 KSA
تشهد السَّاحة العربيَّة حاليًّا خطابات سياسيَّة مختلفة، وتكاد تكون متقاطعةً ومتناقضةً، وبعضها يناقض حتَّى ذاته أحيانًا، وهكذا خطابات هي امتداد لخطابنا السياسيِّ العربيِّ عبر فترات سابقة، وتنبثق من ذات حالة التشرذم التي يعيشها الواقع العربي المأزوم اليوم.
ونتذكَّر في تلك الفترات، حين كنَّا في قمَّة انكسارنا العربيِّ في نكسة 67، وخطابنا الثوري والقومي يجلجل، ويصنع لنا انتصارًا من ورق؛ لنكتشف لاحقًا أنَّه لم يكن أكثر من (مدرَاج رَحَى) نسمع جعجعةً ولا نرى طحنًا..!
*****
.. اليوم في خضم هذا اللَّجج السياسيِّ، هناك خطاب عقلانيٌّ تتبنَّاه بعض الدول العربيَّة المعتدلة، وعلى رأسها المملكة العربيَّة السعوديَّة، وهو خطاب يستند إلى الواقعيَّة في رؤيته للأحداث، وقراءته للمعطيات، واستخلاصه للنتائج، ويحاول البناء على ذلك من خلال تقديم الحلول، واستشراف المستقبل.
ورأينا الجهود في قيام التَّحالف الدوليِّ لحلِّ الدولتين، وما ينضح من قمم عربيَّة وإسلاميَّة، ومحاولة تجميع العالم على طاولة حوار للخروج بحلول عمليَّة للقضيَّة الفلسطينيَّة؛ باعتبارها جوهر الصِّراع في الشرق الأوسط.
*****
.. وفي المقابل فإنَّ الخطاب الفلسطينيَّ -والحمساويَّ تحديدًا- يعيش حالة انفصام سحيق عن واقعه، يشبه تمامًا ذلك الانفصام ما بين خطاب طاولات الملاعق والصحون، وأرايك النسكافيه الفاخرة للمسؤولين في الخارج، وبين ما يحدث من واقعٍ مأساويٍّ على الأرض في غزَّة.
ونتيجة لهذا الانفصام، فإنَّ خطاباتهم لازالت تستجرُّ تلك الشِّعارات من عام 48 والى اليوم، ولهذا تجدها تثويريَّةً، وشعبويَّةً، وتضليليَّةً، ومتناقضةً مع الواقع ومع معطيات القضيَّة..!
*****
.. أعتقد لو جبنا فيثاغورس، والفارابي، وكل أصحاب النظريات، ما استطاعوا تفسير هذا التصريح: «إنهاء الاحتلال هو الطريق الأمثل لحل الدولتين».
يبدو أن صاحب التصريح ذهب بجزء من عقله إلى عام 48 وما تلاه، وعاد بالجزء الآخر إلى (أوسلو)، وإلى الواقع اليوم.!
أو تصريح خالد مشعل «طوفان الأقصى أعاد الحياة إلى غزَّة، وإلى القضيَّة الفلسطينيَّة، وخسائرنا تكتيكيَّة»، ولا أدري إن كان رأى مشعل كيف أصبحت الحياة في غزَّة؟ أو ماذا بَقِي لم يخسره بعد؟.
وهل يدرك -وهو داخل الفلل الفارهة- وقع تصريحه (نحن غير مستعجلين) على أهالي غزَّة، الذين عجزوا عن انتشال ضحاياهم من تحت الركام؟.
الذي أعجبني أنَّه تذكَّر أخيرًا «وديعة عمر»، وهو ما كان يستطيع نطق اسمه، بعد أنْ لوَّثوا ألسنتهم وقلوبهم ونواياهم بـ(شهيد القدس)..!
*****
.. أخيرًا الشعارات التحريضيَّة، ودعوات التَّظاهر والجهاد لم تعدْ تُجدِي لإغراق الشعوب، والدعوة إلى استخدام العرب مقدَّراتهم في ساحة المعركة، والنفط -وهو بيت القصيد عندهم- باتت ممجوجة..!!
ونتذكَّر في تلك الفترات، حين كنَّا في قمَّة انكسارنا العربيِّ في نكسة 67، وخطابنا الثوري والقومي يجلجل، ويصنع لنا انتصارًا من ورق؛ لنكتشف لاحقًا أنَّه لم يكن أكثر من (مدرَاج رَحَى) نسمع جعجعةً ولا نرى طحنًا..!
*****
.. اليوم في خضم هذا اللَّجج السياسيِّ، هناك خطاب عقلانيٌّ تتبنَّاه بعض الدول العربيَّة المعتدلة، وعلى رأسها المملكة العربيَّة السعوديَّة، وهو خطاب يستند إلى الواقعيَّة في رؤيته للأحداث، وقراءته للمعطيات، واستخلاصه للنتائج، ويحاول البناء على ذلك من خلال تقديم الحلول، واستشراف المستقبل.
ورأينا الجهود في قيام التَّحالف الدوليِّ لحلِّ الدولتين، وما ينضح من قمم عربيَّة وإسلاميَّة، ومحاولة تجميع العالم على طاولة حوار للخروج بحلول عمليَّة للقضيَّة الفلسطينيَّة؛ باعتبارها جوهر الصِّراع في الشرق الأوسط.
*****
.. وفي المقابل فإنَّ الخطاب الفلسطينيَّ -والحمساويَّ تحديدًا- يعيش حالة انفصام سحيق عن واقعه، يشبه تمامًا ذلك الانفصام ما بين خطاب طاولات الملاعق والصحون، وأرايك النسكافيه الفاخرة للمسؤولين في الخارج، وبين ما يحدث من واقعٍ مأساويٍّ على الأرض في غزَّة.
ونتيجة لهذا الانفصام، فإنَّ خطاباتهم لازالت تستجرُّ تلك الشِّعارات من عام 48 والى اليوم، ولهذا تجدها تثويريَّةً، وشعبويَّةً، وتضليليَّةً، ومتناقضةً مع الواقع ومع معطيات القضيَّة..!
*****
.. أعتقد لو جبنا فيثاغورس، والفارابي، وكل أصحاب النظريات، ما استطاعوا تفسير هذا التصريح: «إنهاء الاحتلال هو الطريق الأمثل لحل الدولتين».
يبدو أن صاحب التصريح ذهب بجزء من عقله إلى عام 48 وما تلاه، وعاد بالجزء الآخر إلى (أوسلو)، وإلى الواقع اليوم.!
أو تصريح خالد مشعل «طوفان الأقصى أعاد الحياة إلى غزَّة، وإلى القضيَّة الفلسطينيَّة، وخسائرنا تكتيكيَّة»، ولا أدري إن كان رأى مشعل كيف أصبحت الحياة في غزَّة؟ أو ماذا بَقِي لم يخسره بعد؟.
وهل يدرك -وهو داخل الفلل الفارهة- وقع تصريحه (نحن غير مستعجلين) على أهالي غزَّة، الذين عجزوا عن انتشال ضحاياهم من تحت الركام؟.
الذي أعجبني أنَّه تذكَّر أخيرًا «وديعة عمر»، وهو ما كان يستطيع نطق اسمه، بعد أنْ لوَّثوا ألسنتهم وقلوبهم ونواياهم بـ(شهيد القدس)..!
*****
.. أخيرًا الشعارات التحريضيَّة، ودعوات التَّظاهر والجهاد لم تعدْ تُجدِي لإغراق الشعوب، والدعوة إلى استخدام العرب مقدَّراتهم في ساحة المعركة، والنفط -وهو بيت القصيد عندهم- باتت ممجوجة..!!