كتاب
طبت حياً وميتاً.. أبا عصام
تاريخ النشر: 12 نوفمبر 2024 00:20 KSA
صديقنا الحبيب اللواء كمال سراج الدين مرغلاني، رحمه الله، كانت خسارتي بفقده لا تعادلها خسارة، وحزني عليه لا يعادله حزن، وقد أسكتني الحزن فلم أستطع أن أرثيه شعراً، لأني لا أجيد هذا الفن، إلَّا أن شقيقي حاتم رثاه بقصيدة أحسب أنه عبّر فيها عن شيء مما نكنّه لهذا الرجل الفذ؛ الذي شهد له كل من عرفه بالدين والفضل والخلق الكريم.
وقد زاملتُه في مجلس الشورى، وكل رفاقه يشهدون بقدره وحبه للآخرين، وقد كان منتجاً في عمله، ومن أصحاب المروءات التي تسجّل بأحرف من نور.
وكان - يرحمه الله- يتمتع بمكانة خاصة لدى معالي الشيخ محمد بن جبير رئيس مجلس الشورى الأسبق، متعهما الله بالجنان، ولا غرابة في ذلك فقد كان نجماً من نجوم المجلس، يأنس المرء لحديثه، والجلوس إليه والتواصل معه.
ولعلي هنا أستقطع شيئاً من قصيدة شقيقي بعنوان: (انزل بسوح السادة الأخيار)، يقول فيها:
انزل بسوح السادة الأخيار
بجوار طه المصطفى المختار
في طيبة أحببتَها وعشقتَها
أمضيتَ فيها الوقتَ باستبشار
شاركتَ خدمةَ زائريها عاشقاً
لترابِها في الحِلِّ والأسفار
واليوم طابَ نزولُكم ببقيعها
بُشرى كمال فطبْ بحسن جوار
كم كنتَ تمشي في حوائج راغبٍ
لضعيفنا تقضي وباستبصار
لك في المطافي خدمة ولأمننا
أبشر بأمنٍ من لهيب النار
خرّجتَ في كليةٍ أجيالنا
تنمى لفهدٍ قاطع الأخطار
خبراتُكم تحتاجُ سِفراً كاملاً
يا حُسنها من أجملِ الأخبار
فيها دروسٌ تُستفاد وحكمةٌ
فيها جمالُ الصدقِ والأشعار
فيها بيانٌ منك عن حب الوطن
تروي بشوقٍ أجمل التذكار
قد حُزتَ من ثقة القيادةِ منزلاً
في كل أمرٍ كان حسن قرار
هذي نهاية كل حي يا فتى
ذكرٌ بعطرٍ فاضَ بالأنوار.
إن صنائع المعروف لا تبلى ولا تفنى، وبذورها تؤتي ثماراً مباركة تنمو وتغدق صاحبها بالمكارم ولو بعد حين، وإن كانت تلك الأفعال بسيطة لكنها في المقاييس السماوية ذات ثقل ووزن وأثر. ونحسب الفقيد من أصحاب المروءة والنوايا الطيبة الذين يحملون مفاتيح الخير، متحلين بمنظومة من مكارم الأخلاق، ينطبق عليهم قوله صلى الله عليه وسلم: «كل معروف صدقة، وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق، وأن تُفرغ من دَلْوِك في إناء أخيك».
لقد حملت برقيتا العزاء اللتان بعث بهما خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين يحفظهما الله لأسرة الفقيد، الكثير من الأبعاد الإنسانية، ومن دلالات الوفاء والتقدير لهذا الرجل الذي حفلت مسيرة حياته بالعطاء والبذل لخدمة دينه ووطنه.
رحم الله أبا عصام وأدخله فسيح جناته، وعزاؤنا موصول لابنه عصام وباقي أفراد أسرته. Qadis@hotmail.com
وقد زاملتُه في مجلس الشورى، وكل رفاقه يشهدون بقدره وحبه للآخرين، وقد كان منتجاً في عمله، ومن أصحاب المروءات التي تسجّل بأحرف من نور.
وكان - يرحمه الله- يتمتع بمكانة خاصة لدى معالي الشيخ محمد بن جبير رئيس مجلس الشورى الأسبق، متعهما الله بالجنان، ولا غرابة في ذلك فقد كان نجماً من نجوم المجلس، يأنس المرء لحديثه، والجلوس إليه والتواصل معه.
ولعلي هنا أستقطع شيئاً من قصيدة شقيقي بعنوان: (انزل بسوح السادة الأخيار)، يقول فيها:
انزل بسوح السادة الأخيار
بجوار طه المصطفى المختار
في طيبة أحببتَها وعشقتَها
أمضيتَ فيها الوقتَ باستبشار
شاركتَ خدمةَ زائريها عاشقاً
لترابِها في الحِلِّ والأسفار
واليوم طابَ نزولُكم ببقيعها
بُشرى كمال فطبْ بحسن جوار
كم كنتَ تمشي في حوائج راغبٍ
لضعيفنا تقضي وباستبصار
لك في المطافي خدمة ولأمننا
أبشر بأمنٍ من لهيب النار
خرّجتَ في كليةٍ أجيالنا
تنمى لفهدٍ قاطع الأخطار
خبراتُكم تحتاجُ سِفراً كاملاً
يا حُسنها من أجملِ الأخبار
فيها دروسٌ تُستفاد وحكمةٌ
فيها جمالُ الصدقِ والأشعار
فيها بيانٌ منك عن حب الوطن
تروي بشوقٍ أجمل التذكار
قد حُزتَ من ثقة القيادةِ منزلاً
في كل أمرٍ كان حسن قرار
هذي نهاية كل حي يا فتى
ذكرٌ بعطرٍ فاضَ بالأنوار.
إن صنائع المعروف لا تبلى ولا تفنى، وبذورها تؤتي ثماراً مباركة تنمو وتغدق صاحبها بالمكارم ولو بعد حين، وإن كانت تلك الأفعال بسيطة لكنها في المقاييس السماوية ذات ثقل ووزن وأثر. ونحسب الفقيد من أصحاب المروءة والنوايا الطيبة الذين يحملون مفاتيح الخير، متحلين بمنظومة من مكارم الأخلاق، ينطبق عليهم قوله صلى الله عليه وسلم: «كل معروف صدقة، وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق، وأن تُفرغ من دَلْوِك في إناء أخيك».
لقد حملت برقيتا العزاء اللتان بعث بهما خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين يحفظهما الله لأسرة الفقيد، الكثير من الأبعاد الإنسانية، ومن دلالات الوفاء والتقدير لهذا الرجل الذي حفلت مسيرة حياته بالعطاء والبذل لخدمة دينه ووطنه.
رحم الله أبا عصام وأدخله فسيح جناته، وعزاؤنا موصول لابنه عصام وباقي أفراد أسرته. Qadis@hotmail.com