كتاب
ما لا يرضاه الغرب للعرب!
تاريخ النشر: 19 نوفمبر 2024 23:38 KSA
لم يعد في الأمر غرابة حينما لا يرضى الغرب للعرب وصولهم للغاية التي عن طريقها تتحقق لهم السيادة والريادة في عالَم لم يعد يعترف إلا بمَن يمتلك تلك الغاية ويُبدع في مجالها، ويسعى للحيلولة دونها.
لقد كانت النزاعات – وما تزال- قائمة بين العرب والغرب، وستظل كذلك مادامت هناك مصالح للغرب لدى العرب ومادامت لدى الغرب الرغبة في السيطرة والهيمنة العسكرية على العالم أجمع بما فيه العرب. الغرب بلغ من الدهاء والفطنة أن وضع أمام العرب بابين لا ثالث لهما، أحدهما مُحكم الغلق اللهم إلا بما يسمح بدخول إبرة، والآخر مفتوحة مصاريعه على أقصى اتساعها، وهو حينما يضع هذين البابين أمام العرب نجده قد درس وخبرَ ما يستوعبه كل باب وما يُفضي إليه وما يترتب على هذا الإفضاء من نتائج تكون (مع أو ضد) سياسات الغرب ومصالحه الاستراتيجية.
بالعودة للبابين المذكورين، فالباب الأول أحكَم الغرب غلقَه إلا بما يسمح بدخول إبرة فما دونها، وهذا الباب هو باب (الصناعة) بشقيها (التقليدية والعسكرية)، ففي مجال الصناعات التقليدية ليست هناك أمام العرب فسحة مطلقة؛ وإنما فسحة مقيدة تسمح ببعض الصناعات الخفيفة التي لا تشكل ثقلًا كبيرًا في ميزان الصناعات كصناعة بعض الآلات الخفيفة وصناعات بعض الأدوية وبعض المنتجات الغذائية والسلع الاستهلاكية الخفيفة وبعض المواد التي لا تحدث تغييرًا في موازين القوى، أما النوع الآخر من الصناعات فهو الصناعات الحربية العسكرية الاستراتيجية كصناعة الصواريخ والطائرات فهذه الإشارة أمامها حمراء إلا في أضيق الحدود، أما صناعة سلاح الردع (النووي) فهذه دونها خرط القتاد، بل هي في حُكم المحرَّمة المُجرَّمة متى دنا العرب منها أو فكروا - مجرد تفكير- فيها.
والسؤال: لماذا يقف الغرب من هذه الصناعات الاستراتيجية هذا الموقف إذا تعلق الأمر بالعرب خاصة؟ الجواب ببساطة هو أن امتلاك العرب لهذا السلاح يعني اهتزاز قيمة الغرب بسقوط الأداة التي كانت هي مفتاح التحكم بالعالَم ومنهم العرب، ولذا يجهد الغرب لمنع العرب من امتلاك هذه الأسلحة - كَمًّا وكيفًا- مهما كلف الأمر. أما الباب الثاني فهو باب لا يتقاطع مع الصناعة بنوعيها المذكورين آنفًا، وإنما هو باب يُفضي إلى أمور لا تتحقق بها الغلبة والقوة ونزع مفاتيح التحكم من يد الغرب، وهذا الباب يتسع للعديد من المجالات كالثقافة والرياضة والفنون والسياحة وغيرها، والسؤال المطروح: لماذا يسمح الغرب بفتح هذا الباب أمام العرب دون قيود؟ والجواب بكل بساطة هو أن فتح الغرب لهذا الباب لن يضره شيئًا مهما تفوقوا فيه، بل إنه يصب في مصلحته، ولو أن العرب برعوا في الثقافة والأدب وحازوا جوائز نوبل جميعها، وبرعوا في الرياضة وحازوا كؤوس العالم كلها وبرعوا في الفنون وحازوا مراكزها المتقدمة وكانوا بلدانًا سياحية راقية فهذا كله لا يجعلهم في موقف الند والقوة ولا يُمكِّنهم من فرض كلمتهم وسلطتهم.
من هذا نعلم سر تصفيق الغرب لكل مَن يلج الباب الثاني من العرب وتشجيعه له والإشادة به، وسر غضبه ممن يحاول ولوج الباب الأول وشيطنته له والوقوف بوجهه مهما كلف الأمر.
لقد كانت النزاعات – وما تزال- قائمة بين العرب والغرب، وستظل كذلك مادامت هناك مصالح للغرب لدى العرب ومادامت لدى الغرب الرغبة في السيطرة والهيمنة العسكرية على العالم أجمع بما فيه العرب. الغرب بلغ من الدهاء والفطنة أن وضع أمام العرب بابين لا ثالث لهما، أحدهما مُحكم الغلق اللهم إلا بما يسمح بدخول إبرة، والآخر مفتوحة مصاريعه على أقصى اتساعها، وهو حينما يضع هذين البابين أمام العرب نجده قد درس وخبرَ ما يستوعبه كل باب وما يُفضي إليه وما يترتب على هذا الإفضاء من نتائج تكون (مع أو ضد) سياسات الغرب ومصالحه الاستراتيجية.
بالعودة للبابين المذكورين، فالباب الأول أحكَم الغرب غلقَه إلا بما يسمح بدخول إبرة فما دونها، وهذا الباب هو باب (الصناعة) بشقيها (التقليدية والعسكرية)، ففي مجال الصناعات التقليدية ليست هناك أمام العرب فسحة مطلقة؛ وإنما فسحة مقيدة تسمح ببعض الصناعات الخفيفة التي لا تشكل ثقلًا كبيرًا في ميزان الصناعات كصناعة بعض الآلات الخفيفة وصناعات بعض الأدوية وبعض المنتجات الغذائية والسلع الاستهلاكية الخفيفة وبعض المواد التي لا تحدث تغييرًا في موازين القوى، أما النوع الآخر من الصناعات فهو الصناعات الحربية العسكرية الاستراتيجية كصناعة الصواريخ والطائرات فهذه الإشارة أمامها حمراء إلا في أضيق الحدود، أما صناعة سلاح الردع (النووي) فهذه دونها خرط القتاد، بل هي في حُكم المحرَّمة المُجرَّمة متى دنا العرب منها أو فكروا - مجرد تفكير- فيها.
والسؤال: لماذا يقف الغرب من هذه الصناعات الاستراتيجية هذا الموقف إذا تعلق الأمر بالعرب خاصة؟ الجواب ببساطة هو أن امتلاك العرب لهذا السلاح يعني اهتزاز قيمة الغرب بسقوط الأداة التي كانت هي مفتاح التحكم بالعالَم ومنهم العرب، ولذا يجهد الغرب لمنع العرب من امتلاك هذه الأسلحة - كَمًّا وكيفًا- مهما كلف الأمر. أما الباب الثاني فهو باب لا يتقاطع مع الصناعة بنوعيها المذكورين آنفًا، وإنما هو باب يُفضي إلى أمور لا تتحقق بها الغلبة والقوة ونزع مفاتيح التحكم من يد الغرب، وهذا الباب يتسع للعديد من المجالات كالثقافة والرياضة والفنون والسياحة وغيرها، والسؤال المطروح: لماذا يسمح الغرب بفتح هذا الباب أمام العرب دون قيود؟ والجواب بكل بساطة هو أن فتح الغرب لهذا الباب لن يضره شيئًا مهما تفوقوا فيه، بل إنه يصب في مصلحته، ولو أن العرب برعوا في الثقافة والأدب وحازوا جوائز نوبل جميعها، وبرعوا في الرياضة وحازوا كؤوس العالم كلها وبرعوا في الفنون وحازوا مراكزها المتقدمة وكانوا بلدانًا سياحية راقية فهذا كله لا يجعلهم في موقف الند والقوة ولا يُمكِّنهم من فرض كلمتهم وسلطتهم.
من هذا نعلم سر تصفيق الغرب لكل مَن يلج الباب الثاني من العرب وتشجيعه له والإشادة به، وسر غضبه ممن يحاول ولوج الباب الأول وشيطنته له والوقوف بوجهه مهما كلف الأمر.