تهاني
العوني.. قامة علمية نذر نفسه للعلم
تاريخ النشر: 20 نوفمبر 2024 23:50 KSA
لقد كان لقائي الأوَّل مع الأستاذ الدكتور حاتم بن عارف العوني، في أوَّل سنة في الجامعة، ورغم تباين الفكر في تلك الفترة بينه وبيني، فهو ممَّن تبنَّى مدرسة التَّيسير المنضبط، وأنا مقلدٌ لأتباع مدرسة الأحوط، وكانت هي المدرسة السَّائدة في تلك الفترة، ما فارقته قط بعد ذلك اللقاء!
قابلته في الحرم المكيِّ الشَّريف في العشر الأواخر من رمضان، ومع صغر سنِّي في تلك الفترة، إلَّا أنَّني أيقنتُ أنَّ مشروعه مشروع أُمَّة، وإصلاح بقواعد راسخة، تعايش الواقع الذي هو فيه، فلا مجاملة في العلم عنده، ولا قيود تستطيع أنْ تقيِّد أفكاره، ولا خوف علميًّا يقف أمامه، ويقول ما يعتقد أنَّه الحق مهما كانت ردَّة الفعل التي ستكون من المخالف، وكلَّما اشتدَّت الخصومة عليه، وأرى ثباته يزيد إعجابي به واجلالي له!
رغم الأذى اللَّفظي والنَّفسي الذي تعرَّض له، فإنَّه يُمسك لسانه عن الشَّماتة، إذا سقط أحد ممَّن عاداه، ويصرِّح لكلِّ مَن يقرأ له في مواقع التَّواصل الاجتماعي إيَّاكم والشَّماتة لمخالفٍ سقط، فإنَّها ليست من المروءة!
وكلُّ مَن تبنَّى الإصلاح بعده، وصدق نفسه أنَّه مستقلٌ، فهو عالة على أفكاره في الغالب، هذا إنْ لم يأخذ كلامه بالنَّص!
إنَّ مجالسه فتحت لي طريقَ الاستقلال، ولو في بعض الأفكار، لا التبعيَّة المطلقة، والتَّقديس المُفرط (وهو نفسه كان ينهاني عن التَّعصب له في بداياتي معه)، وعلَّمتني مجالسه أيضًا احترام العلم والعلماء، واحترام الخلاف السَّائغ المُعتبر، وأنَّ الشريعة الإسلاميَّة جاءت للتَّوسيع على النَّاس، لا التَّضييق، وتعلَّمتُ منه أنَّ العالم رأسماله العلم، فمَن فرَّط فيه، خسر رأسماله!
علَّمتني مجالسه عدمَ مصادمة الواقع، بل مسايرته، وبُعد النَّظر لا قصره، والحرص على الاجتماع لا الفرقة، والتَّأمل والعُمق وبُغض السطحيَّة، وأنَّ العلم ثقيل يأخذ بالصبر والمصابرة!
خاض حروبًا، وأُوذي؛ وجُيِّشت عليه الجيوش في مسائل كتبناها في ذلك الوقت، أصبحت اليوم مسائل عادية، يمارسها النَّاس في حياتهم، بل حتى الفتوى العامَّة تغيَّرت ووافقت ما كان يدعو إليه!
فأكثر مَن يبغضه، أو عاداه، أو مَن يحرِّض عليه، أجزم أنَّه لا يعرفه حقَّ المعرفة، إنَّما يسمع عنه عن طريق الأكاذيب المُفتراة عليه، ومَن جلس معه، سيرى غير ما يسمع من علم وحُسن خُلق!
هذه خواطر كتبتها على عجالة، وكلمة حق في قامةٍ علميَّةٍ نذرَ نفسه للعلم والتَّعليم والدَّعوة إلى الله، ولا أقول له إلَّا جزاه الله خيرًا، ونفع الإسلام والمسلمين بعلمه.
قابلته في الحرم المكيِّ الشَّريف في العشر الأواخر من رمضان، ومع صغر سنِّي في تلك الفترة، إلَّا أنَّني أيقنتُ أنَّ مشروعه مشروع أُمَّة، وإصلاح بقواعد راسخة، تعايش الواقع الذي هو فيه، فلا مجاملة في العلم عنده، ولا قيود تستطيع أنْ تقيِّد أفكاره، ولا خوف علميًّا يقف أمامه، ويقول ما يعتقد أنَّه الحق مهما كانت ردَّة الفعل التي ستكون من المخالف، وكلَّما اشتدَّت الخصومة عليه، وأرى ثباته يزيد إعجابي به واجلالي له!
رغم الأذى اللَّفظي والنَّفسي الذي تعرَّض له، فإنَّه يُمسك لسانه عن الشَّماتة، إذا سقط أحد ممَّن عاداه، ويصرِّح لكلِّ مَن يقرأ له في مواقع التَّواصل الاجتماعي إيَّاكم والشَّماتة لمخالفٍ سقط، فإنَّها ليست من المروءة!
وكلُّ مَن تبنَّى الإصلاح بعده، وصدق نفسه أنَّه مستقلٌ، فهو عالة على أفكاره في الغالب، هذا إنْ لم يأخذ كلامه بالنَّص!
إنَّ مجالسه فتحت لي طريقَ الاستقلال، ولو في بعض الأفكار، لا التبعيَّة المطلقة، والتَّقديس المُفرط (وهو نفسه كان ينهاني عن التَّعصب له في بداياتي معه)، وعلَّمتني مجالسه أيضًا احترام العلم والعلماء، واحترام الخلاف السَّائغ المُعتبر، وأنَّ الشريعة الإسلاميَّة جاءت للتَّوسيع على النَّاس، لا التَّضييق، وتعلَّمتُ منه أنَّ العالم رأسماله العلم، فمَن فرَّط فيه، خسر رأسماله!
علَّمتني مجالسه عدمَ مصادمة الواقع، بل مسايرته، وبُعد النَّظر لا قصره، والحرص على الاجتماع لا الفرقة، والتَّأمل والعُمق وبُغض السطحيَّة، وأنَّ العلم ثقيل يأخذ بالصبر والمصابرة!
خاض حروبًا، وأُوذي؛ وجُيِّشت عليه الجيوش في مسائل كتبناها في ذلك الوقت، أصبحت اليوم مسائل عادية، يمارسها النَّاس في حياتهم، بل حتى الفتوى العامَّة تغيَّرت ووافقت ما كان يدعو إليه!
فأكثر مَن يبغضه، أو عاداه، أو مَن يحرِّض عليه، أجزم أنَّه لا يعرفه حقَّ المعرفة، إنَّما يسمع عنه عن طريق الأكاذيب المُفتراة عليه، ومَن جلس معه، سيرى غير ما يسمع من علم وحُسن خُلق!
هذه خواطر كتبتها على عجالة، وكلمة حق في قامةٍ علميَّةٍ نذرَ نفسه للعلم والتَّعليم والدَّعوة إلى الله، ولا أقول له إلَّا جزاه الله خيرًا، ونفع الإسلام والمسلمين بعلمه.