كتاب

شهامة سعودية.. ووفاء يمني

* (الطَّرف الأوَّل: ألووه. الطَّرف الثَّاني: هلا محمد. الطَّرف الأوَّل: كيفك يا أبا سليمان؟ الحمد لله يا بويا. الطَّرف الأوَّل: دوم، الله يمتِّعكم يا أبا سليمان بالصحَّة والعافية. الطَّرف الثَّاني: آمين يا رب، أنت كيفك؟ أخبارك؟ وكيف الأهل والوالد والوالدة؟ الطَّرف الأوَّل: الحمد لله على كل حال، لكنْ حصلت معي ظروف يا أبا سليمان، وطلبوا مني «800 ألف ريال يمني». الطَّرف الثَّاني: يسأل: 800 ألف يمني؟ يجيبه الطَّرف الأوَّل: نعم، تقريبا 8 آلاف، أو 9 آلاف ريال سعودي.

*****


* تتواصل المكالمة، إذ يتساءل الطَّرف الثَّاني: يعني «اليوم؟ الطَّرف الأوَّل: هم طلبوها قبل يومين، لكن بسبب الظروف ما قدرت أكلِّمك. الطَّرف الثَّاني: أبشر يا بويا، ظروفك هي ظروفي. الطَّرف الأوَّل: الله يسعدك يا أبا سليمان، أنت ما تقصِّر، وأنا أعطيك كل شهر جزء منها. الطَّرف الثَّاني: يا بويا تعطيني ما تعطيني، ليش ما تكلَّمت من أوَّل؟ الله يسامحك يا محمد، عمري ردِّيت لك طلبًا؟ الله يحفظك يا محمد).

*****


* ما سبق أجزاء نصيَّة من محادثة انتشرت في مواقع التواصل الحديثة، كان طرفها الأوَّل: (شاب يمني)، أمَّا طرفها الثَّاني: فهو (أبوسليمان)، الذي يعمل الشاب تحت كفالته، وتلك المكاملة، نعم تشير إلى وفاء (ذلك الشاب)، الذي نشرها «امتنانًا وعرفانًا بالجميل»، لكن الأهم أنَّها تؤكد على كرم وشهامة (السعودي أبي سليمان) جزاه الله خيرًا.

*****

* و(الكريم والشهم أبوسليمان) هنا لا يمثل نفسه، بل الشريحة الأكبر والأوسع من المجتمع السعودي، الذي تتميز علاقاته بالمقيمين في بلاده كلهم بأخلاقيات رفيعة؛ من عناوينها: (الطيبة واللين، وحسن المعشر، والكرم دون منة، والقدرة على التعايش الإنساني معهم على اختلاف جنسياتهم وألوانهم وألسنتهم والبيئات والثقافات التي ينتمون لها).

*****

* وتلك القيم والمعاني السَّامية التي يفتخر بها الشعب السعودي لم تنطق بها (تلك المهاتفة) وحدها، بل أكَّد عليها عشرات آلاف من الذين شاهدوها، وعلَّقوا عليها، وهم من جنسيَّات متعدِّدة، حيث بصموا على مصداقيَّة ما حملته من قِيم، وأنَّها بالفعل أصيلة، إذ تسري في شرايين أبناء (مملكة الإنسانيَّة) بمختلف أطيافهم.

*****

* أخيرًا (الفيلم الهندي الماعز)، الذي حاول تشويه صورة المجتمع السعودي، لم يكن الأوَّل، ولن يكون الأخير، فهناك موجات من الأصوات والأقلام المعادية التي لا همَّ لها إلَّا الإساءة لـ(وطننا ومجتمعنا)؛ وبالتَّالي ما أحوجنا لرصد مثل تلك المشاهد الصَّادقة والبريئة ونشرها، بل الواقع ينادي بإنتاج أفلام ومسلسلات تحكي مثل تلك القصص الرَّائعة «وما أكثرها»! ومن ثمَّ العمل على أنْ تصل للمجتمعات الأُخْرى بألسنتها، وقنواتها، ومواقع تواصلها، وسلامتكم.

أخبار ذات صلة

حياة جديدة وملهمة بعد الثمانين!
قصَّة غزَّة وعُزيْر..!!
الطائف والمشروعات التنموية
مراكز الأحياء ومرتكزات النجاح
;
بيجـــر
مسميات انحرفت بالأمة وشرمذتها
شيخ خبير خلف مهرجان البحر الأحمر السينمائي
دور البيئة البركانية في العمارة والتاريخ
;
يقول الناس!!
ثقافتنا.. والشركات الاستشارية الأجنبية
أبناؤنا واللغة العربية.. الهوية والإبداع
تعلم اللغة العربية جوهر جودة التعلم
;
أثر (القيلولة).. في تحسن التفكير الإبداعي
بين صيفين!!
سيناريوهات برنارد لويس في العالم الإسلامي
الصمت المُقنع