كتاب
لا تخرج من الصندوق!
تاريخ النشر: 27 نوفمبر 2024 00:16 KSA
* إن كنت موظفاً، فلعلك قد صادفت هذا المشهد كثيراً: مديرٌ تقليدي من الذين (يحفظون أكثر مما يفهمون) يجلس في اجتماع رسمي، محاطاً بمجموعة من الموظفين (المغلوبين على أمرهم)، ثم يطلق العبارة المكرورة التي مللناها جميعاً: (دعونا يا سادة نفكر خارج الصندوق)!، يقولها دون وضع أي معايير للخروج، ولا حتى فهم لماهية الصندوق الذي يريد الخروج منه، فقط يرمقهم بنظرات تنتظر أن يصنعوا أفكاراً معجزة، تنقلب على كل منطق وتجربة بعد عبارته السحرية هذه!.
* (التفكير خارج الصندوق)، مفهوم أفقدناه معظم معانيه، بعد أن بتنا نقحمه في كل مكان؛ إلّا مكانه المناسب، ونكرره بفهم وبغير فهم، لاعتقادنا العجيب أن مجرد التفوه بهذه العبارة الرنانة في اجتماعاتنا وأحاديثنا الخاصة دليل على تمكننا التام من علوم الإدارة!، رغم أن العبارة لم تعد تثير في معظمنا غير سلسلة من الشطحات العبثية، التي تستنزف أوقات اجتماعاتنا بلا طائل يذكر، ليس لعيبٍ فيها طبعاً، بل لسوء الاستخدام الذي أوحى للكثيرين أن الإبداع لابد أن يبدأ من تهميش كل الخبرات القديمة، وتجاهل كل التجارب السابقة والانقلاب عليها!.
* نعرف جميعاً أن مفهوم (التفكير خارج الصندوق) يشير إلى التفكير الإبداعي الذي يتجاوز الأنماط التقليدية، لكن كثيرون لا يعرفون أنه ليس عشوائياً على الإطلاق، بل يتطلب شروطًا وضوابط كثيرة، أولها فهم ماهية (الصندوق) المراد التفكير خارجه، وتحديد أطر هذا التفكير و القواعد التي نعمل ضمنها، والجمع بين الإبداع والواقعية، فالصندوق ليس سيئاً على الدوام، بل كثيراً ما يكون مستودعاً لخبراتنا وإبداعاتنا، وأخطاءنا التي يمكن الاستفادة منها، وكما أننا بحاجة للابتكار وكسر الجمود، فإن الواقعية تتطلب أيضاً فتح صناديقنا التقليدية والبناء على ما فيها بدلاً من تجاهلها، فالأفكار العميقة لا تأتي إلّا من فهم أعمق للواقع.. ومن العبث العودة للمربع الأول في كل أمر.
* عزيزي القارئ: (التفكير خارج الصندوق) ليس مجرد شعار يُطلق جزافاً في الاجتماعات، وليست دعوة لهدم صناديق الفكر القديمة والتنكر لها، بل هي عملية فكرية منظمة تتطلب فهماً عميقاً للسياق والواقع؛ وللتجربة بأكملها، حتى لا نكون كالتي تنقض غزلها من بعد قوة أنكاثا، فلا تنبهر بالشعارات الرنانة، ولا تخرج من تجربتك وصندوقها الفكري إلّا عند الضرورة؛ وبالطريقة الصحيحة فقط!.
* (التفكير خارج الصندوق)، مفهوم أفقدناه معظم معانيه، بعد أن بتنا نقحمه في كل مكان؛ إلّا مكانه المناسب، ونكرره بفهم وبغير فهم، لاعتقادنا العجيب أن مجرد التفوه بهذه العبارة الرنانة في اجتماعاتنا وأحاديثنا الخاصة دليل على تمكننا التام من علوم الإدارة!، رغم أن العبارة لم تعد تثير في معظمنا غير سلسلة من الشطحات العبثية، التي تستنزف أوقات اجتماعاتنا بلا طائل يذكر، ليس لعيبٍ فيها طبعاً، بل لسوء الاستخدام الذي أوحى للكثيرين أن الإبداع لابد أن يبدأ من تهميش كل الخبرات القديمة، وتجاهل كل التجارب السابقة والانقلاب عليها!.
* نعرف جميعاً أن مفهوم (التفكير خارج الصندوق) يشير إلى التفكير الإبداعي الذي يتجاوز الأنماط التقليدية، لكن كثيرون لا يعرفون أنه ليس عشوائياً على الإطلاق، بل يتطلب شروطًا وضوابط كثيرة، أولها فهم ماهية (الصندوق) المراد التفكير خارجه، وتحديد أطر هذا التفكير و القواعد التي نعمل ضمنها، والجمع بين الإبداع والواقعية، فالصندوق ليس سيئاً على الدوام، بل كثيراً ما يكون مستودعاً لخبراتنا وإبداعاتنا، وأخطاءنا التي يمكن الاستفادة منها، وكما أننا بحاجة للابتكار وكسر الجمود، فإن الواقعية تتطلب أيضاً فتح صناديقنا التقليدية والبناء على ما فيها بدلاً من تجاهلها، فالأفكار العميقة لا تأتي إلّا من فهم أعمق للواقع.. ومن العبث العودة للمربع الأول في كل أمر.
* عزيزي القارئ: (التفكير خارج الصندوق) ليس مجرد شعار يُطلق جزافاً في الاجتماعات، وليست دعوة لهدم صناديق الفكر القديمة والتنكر لها، بل هي عملية فكرية منظمة تتطلب فهماً عميقاً للسياق والواقع؛ وللتجربة بأكملها، حتى لا نكون كالتي تنقض غزلها من بعد قوة أنكاثا، فلا تنبهر بالشعارات الرنانة، ولا تخرج من تجربتك وصندوقها الفكري إلّا عند الضرورة؛ وبالطريقة الصحيحة فقط!.