كتاب
معضلة الحق والحقيقة
تاريخ النشر: 01 ديسمبر 2024 23:21 KSA
* دَعُونا نتَّفقُ، أو لا نتَّفقُ، على أنَّ الحَقَّ والحقِيقةَ للإنسانِ مُجرَّدُ وجهَةِ نظَرٍ شَخصيَّةٍ، مُستَنِدةٍ في مُعظَمِ الأحْيانِ على مَصلحَتِهِ الشَّخصيَّةِ؛ حتَّى لو خالَفتِ الأدلَّةَ والبَراهينَ الوَاضِحَةَ.. لكن هذا خطأٌ مَنطِقيُّ، وهُنا يَقولُ أبو الفَلسفَةِ الحَديثَةِ (رينيه ديكارت): «مِنْ أجلِ البَحْثِ عن الحقِيقَةِ، مِن الضَّروريِّ مرَّةً واحِدَةً في مَسارِ حَياتِنا، أنْ نشُكَّ -قدْرَ الإِمكَانِ- في كُلِّ شيءٍ، وعليْنا أنْ نعتَبِرَ أنَّ كُلَّ شيءٍ مشْكُوكٌ فِيهِ، غيرُ صَحيحٍ».
* الكونُ لا يَتآمرُ ضِدَّكَ، ولا يَتآمَرُ لِصالِحِكَ، الكوْنُ لا يَهْتَمُّ بِكوْنِكَ أنتَ بالضَّرُورةِ.. والحَياةُ لا تُعامِلُكَ بِصِفَتِكَ الشَّخصيَّةِ، وليْسَ هُناكَ صَفقَةٌ تَعرِضُها عليْكَ، وليْسَ عليْها أنْ تُعامِلكَ بِطِيبَةٍ؛ لأنَّك إنسَانٌ طيِّبٌ.. ولا أنْ تَجبُرَ بِخَاطرِكَ لظنِّكَ أنَّكَ مَظلُومٌ وتَستَحقُّ الخيرَ، أو لاعتِقَادِكَ بِأنَّك تملِكُ الحقَّ والحقِيقَةَ.. لا تَكُنْ سَاذِجًا إلى هَذا الحدِّ يا عَزِيزِي!.
* أنَا فِي غَايةِ التَّفهُّمِ والتَّصالُحِ مَع حقِيقَةِ ما يَقولُهُ الدُّكتور (علي الورْدي):» الحَيَوانُ يأْكُلُكَ ولَا يُبالِي، أمَّا الإنسَانُ فإنَّهُ يأكُلُكَ، ويَدَّعي أنَّهُ أكَلكَ في سبِيلِ اللهِ، أو سبِيلِ الحَقِّ والحَقيقَةِ». وعلى الفَيلَسُوفِ اليومَ الحَقَّ في واجِبِ الارتِيابِ، وإِعادَةِ النَّظرِ في رأيِهِ وتَقيِيمهِ لِلخِدَاعِ والانخِدَاعِ. إنَّ الإِيمَانَ بِيقِينِيَّاتٍ بِلا تَوَسُّطٍ، سَذاجَةٌ أخلَاقِيَّةٌ!.. (مُقتَبسٌ مِن نيتشِه، بِتصرُّف).
* والحَقِيقَةُ الَّتي تَخشَى كَثيرٌ مِن العُقُولِ الاعتِرَافَ بِها، هيَ في واقِعِها حَقيقَةٌ بَشِعَةٌ صَادِمَةٌ، لِذلكَ ينْظُرُ الإِنسَانُ إليْها بِمصْفاةٍ مِن العَواطِفِ والانفِعَالاتِ، ويَسْعَى إلى «عَقْلَنَةِ» مَشاعِرِهِ الخَاصَّةِ بِها، أي تَغيِيرِ انطِبَاعهُ عن الحَقيقَةِ البَشِعةِ إلى حقِيقَةٍ أقلُّ بَشاعَةً، وأحيانًا يَقلِبُها إلى شيءٍ حَسَنٍ.. إنَّها طَريقَةٌ تَبرِيرِيَّةٌ غيْرُ عَقلانِيَّةٍ (لكِنَّها ضَرُوريَّةٌ) لِمُحاولَةِ العيْشِ والنَّجاةِ!. إنَّ العَاطِفةَ -وليْسَ العَقل- هيَ الَّتي تتَحكَّمُ في الاستِجابَاتِ ورُدودِ الأفْعَالِ، فمَا نُسَمِّيهِ العقْلانِيَّةَ، هوَ نَتاجُ العَاطِفةِ فِي مُعظَمِ الأحْيانِ. لِذلِكَ مِن الطَّبيعيِّ أنْ نُطلِقَ على انفِعَالاتِنا اسمَ: العَقلِ العاطِفيِّ.
* لقدْ تَميَّزَ (سُقراط) بِحكْمتِهِ عنْ غيْرِهِ، بِمعرِفتِهِ أنَّهُ لا يعْرِفُ شَيئًا.. لِذلِكَ، لا داعيَ للتَّشنُّجِ والتَّعصُّبِ، فكُلُّ شيءٍ قَابِلٌ للشَّكِّ، وليْسَ هُناكَ طَرِيقةٌ لِلتأكُّدِ مِن الحَقِيقَةِ المُجرَّدَةِ.. ولكِنْ، ما أدْرانا! لَعلَّ كثِيرِينَ يَطمَئنُّونَ بِالأوْهَامِ لا بِالحَقائِقِ، حتَّى لوْ كانَت الحقِيقَةُ أَساسَ تَحرُّرِهِم وانعِتاقِهِم. وعُمومًا، السَّعَادَةُ فِي الوهْمِ.. والحَقيقَةُ صَادِمَةٌ.. فكُونُوا سُعَداءَ!.
* الكونُ لا يَتآمرُ ضِدَّكَ، ولا يَتآمَرُ لِصالِحِكَ، الكوْنُ لا يَهْتَمُّ بِكوْنِكَ أنتَ بالضَّرُورةِ.. والحَياةُ لا تُعامِلُكَ بِصِفَتِكَ الشَّخصيَّةِ، وليْسَ هُناكَ صَفقَةٌ تَعرِضُها عليْكَ، وليْسَ عليْها أنْ تُعامِلكَ بِطِيبَةٍ؛ لأنَّك إنسَانٌ طيِّبٌ.. ولا أنْ تَجبُرَ بِخَاطرِكَ لظنِّكَ أنَّكَ مَظلُومٌ وتَستَحقُّ الخيرَ، أو لاعتِقَادِكَ بِأنَّك تملِكُ الحقَّ والحقِيقَةَ.. لا تَكُنْ سَاذِجًا إلى هَذا الحدِّ يا عَزِيزِي!.
* أنَا فِي غَايةِ التَّفهُّمِ والتَّصالُحِ مَع حقِيقَةِ ما يَقولُهُ الدُّكتور (علي الورْدي):» الحَيَوانُ يأْكُلُكَ ولَا يُبالِي، أمَّا الإنسَانُ فإنَّهُ يأكُلُكَ، ويَدَّعي أنَّهُ أكَلكَ في سبِيلِ اللهِ، أو سبِيلِ الحَقِّ والحَقيقَةِ». وعلى الفَيلَسُوفِ اليومَ الحَقَّ في واجِبِ الارتِيابِ، وإِعادَةِ النَّظرِ في رأيِهِ وتَقيِيمهِ لِلخِدَاعِ والانخِدَاعِ. إنَّ الإِيمَانَ بِيقِينِيَّاتٍ بِلا تَوَسُّطٍ، سَذاجَةٌ أخلَاقِيَّةٌ!.. (مُقتَبسٌ مِن نيتشِه، بِتصرُّف).
* والحَقِيقَةُ الَّتي تَخشَى كَثيرٌ مِن العُقُولِ الاعتِرَافَ بِها، هيَ في واقِعِها حَقيقَةٌ بَشِعَةٌ صَادِمَةٌ، لِذلكَ ينْظُرُ الإِنسَانُ إليْها بِمصْفاةٍ مِن العَواطِفِ والانفِعَالاتِ، ويَسْعَى إلى «عَقْلَنَةِ» مَشاعِرِهِ الخَاصَّةِ بِها، أي تَغيِيرِ انطِبَاعهُ عن الحَقيقَةِ البَشِعةِ إلى حقِيقَةٍ أقلُّ بَشاعَةً، وأحيانًا يَقلِبُها إلى شيءٍ حَسَنٍ.. إنَّها طَريقَةٌ تَبرِيرِيَّةٌ غيْرُ عَقلانِيَّةٍ (لكِنَّها ضَرُوريَّةٌ) لِمُحاولَةِ العيْشِ والنَّجاةِ!. إنَّ العَاطِفةَ -وليْسَ العَقل- هيَ الَّتي تتَحكَّمُ في الاستِجابَاتِ ورُدودِ الأفْعَالِ، فمَا نُسَمِّيهِ العقْلانِيَّةَ، هوَ نَتاجُ العَاطِفةِ فِي مُعظَمِ الأحْيانِ. لِذلِكَ مِن الطَّبيعيِّ أنْ نُطلِقَ على انفِعَالاتِنا اسمَ: العَقلِ العاطِفيِّ.
* لقدْ تَميَّزَ (سُقراط) بِحكْمتِهِ عنْ غيْرِهِ، بِمعرِفتِهِ أنَّهُ لا يعْرِفُ شَيئًا.. لِذلِكَ، لا داعيَ للتَّشنُّجِ والتَّعصُّبِ، فكُلُّ شيءٍ قَابِلٌ للشَّكِّ، وليْسَ هُناكَ طَرِيقةٌ لِلتأكُّدِ مِن الحَقِيقَةِ المُجرَّدَةِ.. ولكِنْ، ما أدْرانا! لَعلَّ كثِيرِينَ يَطمَئنُّونَ بِالأوْهَامِ لا بِالحَقائِقِ، حتَّى لوْ كانَت الحقِيقَةُ أَساسَ تَحرُّرِهِم وانعِتاقِهِم. وعُمومًا، السَّعَادَةُ فِي الوهْمِ.. والحَقيقَةُ صَادِمَةٌ.. فكُونُوا سُعَداءَ!.