كتاب

عن الاحتراق الوظيفي!

* يعتقد البعض أن الاحتراق الوظيفي ليس أكثر من إرهاق جسدي أو نفسي، يشعر به الموظف تجاه عمله، نتيجة ظروف معينة، وهذا تعريف غير دقيق بالطبع، فالاحتراق الوظيفي - المصطلح الذي راج مؤخراً- يعني حالة من الاستنزاف الكامل تؤثر على الأداء العام للموظف، وعلى صحته النفسية والجسدية بشكل عام.. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO) هو «حالة من الإجهاد المزمن المرتبط بالعمل الذي لم تتم إدارته بشكل صحيح».

* لماذا يحترق الموظف وظيفياً؟ سؤال لابد من معرفة إجابته لكل موظف، فهذه الحالة التي قد يتعرض لها أي شخص، تعود إلى عدة أسباب أهمها بالتأكيد الضغوط العصبية المفرطة والإرهاق النفسي والبدني في بيئة العمل، كما أن غياب التوازن بين متطلبات العمل والحياة الشخصية، وعدم قدرة الشخص على التوفيق بين وظيفته واحتياجات أسرته، قد يكون سبباً رئيساً.. بالإضافة إلى أن العمل غير المتوافق مع مبادئ الانسان وقيمه واهتماماته قد يفقد الموظف الشغف والحافز ، مما يوصله إلى حالة من حالات الاحتراق الوظيفي.


* نخطئ عندما نعتقد أن الاحتراق الوظيفي لا يؤثر سوى على الأداء المهني للشخص، فالاحتراق يمتد في أحيان كثيرة ليشمل جوانب أخرى، فمن علامات الموظف المصاب «الإنهاك، وازدياد مشاعر السلبية» حتى ضد الآخرين، والسخرية المستمرة تجاه المهنة، وصولاً للاكتئاب، ووفقاً لدراسة من “Gallup”، تقل إنتاجية هذه الفئة بنسبة 50% مقارنة بزملائهم.. كما تشير أبحاث أجرتها كلية الطب بجامعة هارفارد؛ إلى أنهم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة 23%. بالإضافة إلى ارتفاع معدلات الغياب بينهم، مما يؤثر على الإنتاجية العامة للمنظمة.

* يؤكد الدكتور (هربرت فريودنبرجر) وهو أول من وصف الاحتراق الوظيفي في السبعينيات، أن العامل الرئيسي وراء هذه الظاهرة هو غياب الدعم النفسي والاجتماعي في بيئات العمل.. وأضيف: إن (غياب العدالة) سبب لا يقل أهمية، فشعور الموظف بالظلم والاضطهاد الإداري ربما يكون أكثر تأثيراً من أي سبب آخر في الاصابة بالاحتراق في بيئات العمل.


* إن كنت تسأل الآن كيف يمكن تجنب الاحتراق فسأقول لك: من الضروري أن تراعي كموظف النقاط التالية:

1- تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية: بوضع حدود واضحة بين عملك وحياتك الخاصة لضمان عدم التداخل وطغيان أحدهما على الآخر.

2- إدارة الوقت بفعالية: فتنظيم المهام وتحديد الأولويات من الأمور المهمة لتخفيف الضغط المهني.

3- التواصل والدعم الاجتماعي: التواصل الجيد مع الزملاء والرؤساء، وطلب الدعم عند الحاجة يسهم في تقليل الشعور بالوحدة والضغط النفسي.

4- حسن توزيع الوقت: أخذ فترات راحة قصيرة أثناء اليوم يحسن من التركيز ويقلل من مستويات الإجهاد.

* تذكر دائماً أن الاحتراق الوظيفي ليس مشكلة فردية تواجه المكتئبين أو الكسالى، بل هو تحدِ جماعي يتطلب وعياً من الجميع، من أجل خلق بيئات عمل عادلة ومتوازنة تحافظ على صحة الموظفين، وتحسن من إنتاجيتهم.

أخبار ذات صلة

غياب (الخميس)!!
كادر المهندسين المتقاعدين
ابحث عن المعنى
الرياض.. ملتقى أبناء وبنات الوطن
;
الرياض عاصمة الإلهام والتأثير
الخلفية التعليمية لكبار الأثرياء في العالم
«إلا المصلين» و«ويل للمصلين»
اللغة الشاعرة
;
مؤتمر الأردن.. دعماً لوحدة سوريا ومستقبلها
الجهات التنظيمية.. تدفع عجلة التنمية
الاستثمار في مدارس الحي
معرض جدة للكتاب.. حلَّة جديدة
;
«حركية الحرمين».. إخلاص وبرامج نوعية
دموع النهرين...!!
الجمال الهائل في #سياحة_حائل
عقيقة الكامخ في يوم العربيَّة