كتاب

«محمد آبادي».. من أعلام الثقافة الإسلامية

وُلد العالم الجليل علَّامة شبه القارة الهنديَّة الشيخ الدكتور «محمد حميد الله الحيدر آبادي الهندي»، في عام 1908م، في حيدر آباد عاصمة ولاية تيلانغانا في جنوب الهند، وهو أحد أساطين الفكر الإسلامي المعاصر، ترجع أصوله إلى شبه الجزيرة العربيَّة، حيث انتقلت أسرته من الحجاز إلى البصرة، واستقرَّ بها المقام في حيدر آباد بجنوب الهند.

نشأ في بيئة علميَّة محفِّزة على الإبداع، حصل على درجة الدكتوراة في الفلسفة، كما حصل على درجتَي دكتوراة، في السيرة النبويَّة من جامعتين مختلفتين، إحداهما جامعة السوربون الفرنسيَّة، والتي تخرَّج فيها حاملًا الدكتوراة في عام 1934م، عن رسالته التي تحمل عنوان: (الدبلوماسيَّة الإسلاميَّة في العصر النبوي والخلافة الراشدة)، وقد تم ترجمتها إلى اللغة العربيَّة، وأصبحت فيما بعد من أشهر كتبه، والأخرى من جامعة توبنجن الألمانيَّة.


أتقن الدكتور «محمد حميد الله» حوالى 22 لغةً، منها التايلنديَّة التي تعلَّمها وهو في سن 84 عامًا، كان من المُكثرين في التَّأليف والتَّحبير والتَّحقيق، فقد ألَّف حوالى 450 كتابًا بلغاتٍ متعدِّدةٍ، وكتب أكثر من 937 مقالًا، كما قام بترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسيَّة، وقدَّم لها بمقدِّمة وافية وبديعة في علوم الإسلام الكريم، وله كتاب بعنوان: «التَّعريف بالإسلام»، ألَّفه بالفرنسيَّة، وصدرت له طبعات عدَّة، وتمَّت ترجمته إلى 23 لغةً عالميَّةً، وكتاب بعنوان: «ست رسائل دبلوماسيَّة لنبيِّ الإسلام -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-»، صدر باللغة الفرنسيَّة؛ أسلم على يديه أكثر من أربعين ألف شخص في فرنسا، خلال نصف قرن عاشها في فرنسا.

ولقد صدرت حديثًا التَّرجمة العربيَّة لكتابه الذي يحمل عنوان: (نبيّ الإسلام -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-.. حياته وآثاره)، وجاءت في مجلدين صدرا بعد أكثر من أربعة عقود من النسخة الأصليَّة التي قام بتأليفها باللغة الفرنسيَّة.


رفض حمل الجنسية الفرنسية، حين عرضت عليه مفتخرا بجنسيته الأصلية، حصل على العديد من الجوائز، منها وسام رفيع تسلمه من الرئيس الباكستاني الأسبق «محمد ضياء الحق»؛ لأعماله المميزة في السيرة النبوية الشريفة، وقد تبرع بقيمة الجائزة التي كانت قيمتها (مليون روبية) لمعهد الدراسات الإسلامية في إسلام آباد، قائلًا: (لو قبلت الجائزة في هذه الدنيا الفانية، فماذا سأنال في الدار الباقية).

وتمَّ كذلك ترشيحه لِنَيل جائزة الملك فيصل العالميَّة في عام 1994م؛ لأعماله الجليلة التي قام بها في خدمة الإسلام والسيرة النبويَّة، إلَّا أنَّه لم يقبلها، قائلًا: (أنَا لمْ أكتبْ مَا كتبتُ إلَّا مِن أجلِ اللهِ -عزَّ وجلَّ-).

لمْ يتوقَّف الشيخ «محمد حميد الله الحيدر آبادي الهندي» عن العمل والكتابة والتأليف، إلَّا بعد أنْ تقدَّم به العمر، وصار طريحًا للفراش لفترة سنتين قبل وفاته في سنة 2002م، في مدينة (جاكسون فيل) بولاية فلوريدا الأمريكيَّة، وهو في الرابعة والتسعين من العمر.

أخبار ذات صلة

اللغة الشاعرة
مؤتمر الأردن.. دعماً لوحدة سوريا ومستقبلها
الجهات التنظيمية.. تدفع عجلة التنمية
الاستثمار في مدارس الحي
;
معرض جدة للكتاب.. حلَّة جديدة
«حركية الحرمين».. إخلاص وبرامج نوعية
دموع النهرين...!!
الجمال الهائل في #سياحة_حائل
;
عقيقة الكامخ في يوم العربيَّة
قُول المغربيَّة بعشرةٍ..!!
في رحاب اليوم العالمي للغة العربية
متحف للمهندس
;
وقت الضيافة من حق الضيوف!!
السرد بالتزييف.. باطل
عنف الأمثال وقناع الجَمال: قلق النقد ويقظة الناقد
مزايا مترو الرياض