كتاب
طلاب الجامعات وصناعة الشغف
تاريخ النشر: 12 يناير 2025 22:54 KSA
أحاولُ دائمًا الحضور للأنشطة العلميَّة والبحثيَّة في بعض الأقسام والكليَّات، سواء كانت بحوثًا او ملصقاتٍ علميَّةً للبكالوريوس، أو الدراسات العُليا، في اللقاء العلميِّ لطلاب كليَّة العلوم بجامعة المؤسِّس لمرحلة البكالوريس، شعرتُ أنَّ هناك حماسًا داخليًّا ورغبةً في العلم لدى الطلاب غير عادية، ظهرت في تعبيرات وجوههم، ونبرات إلقاءاتهم لمشروعاتهم البحثيَّة، وشغفًا غير طبيعيِّ، وتكسو نظراتهم بهجات من حب للعلم، وفي المقابل يشتكي كثير من أساتذة الجامعات والمحاضرين فيها أنَّ كثيرًا من الطلاب ليسوا حريصين على المحاضرات، وإنْ حضروا لا يتفاعلُون، وأهم شيء لديهم أنْ تحدِّد لهم رقم صفحة الاختبار، ومتى ينتهي المنهج والاختبار من أين إلى أين؟
إنَّ نظرةً إلى الواقع في الرغبة في العلم والبحث العلمي، أو العزوف عنه علمًا وبحثًا تحدِّد مسؤوليَّات هامَّة تقع على مسؤولي الجامعات، رؤساء، وعمداء، ورؤساء أقسام، ومسؤوليَّات أكثر أهميَّة على أساتذة الجامعات والمحاضرين، إذا لم يكن الطالب أو الطالبة هو المحور الأول في الاهتمام لدى مسؤولي الجامعات، وأنَّ مهمتهم كرؤساء وعمداء ورؤساء أقسام صناعة الرغبة والشَّغف في قلوبهم، فإنَّ أعمالهم لا تتعدى أن تكون أعمالًا إداريَّة جافّة ليس لها علاقة بعقل الطالب، ولا قلبه، ولا نفسه، ولا روحه، وإذا كان الأستاذ الجامعي تفكيره في إلقاء حزمة من المحاضرات الجافَّة بكل أبعادها ونظريَّاتها ومناهجها، دون أنْ يكون هناك تواصل مع طلابه وطالباته، وفتح المكاتب، والبقاء ساعات مكتبيَّة يكون من خلالها التَّوجيه والزِّيادة في التَّحصيل العلميِّ،إذا لم يكن الأمر كذلك، فإنَّ التعامل مع الطلاب والطالبات لن يتعدى أنْ يكون ناحية منهجية، ولقاءات شخصية تتخللها إحصائيات لعدد ساعات تلقى، وتجميع درجات تحصى وإعلان نتائج تملى.
والعجيبُ أنَّ الطلاب والطالبات خلال دراستهم في السنوات الأُولى يكونون في ضعف من الإقبال، وينتشون في سنوات تخرُّجهم الأخيرة، وتكليفهم في مشروعات بحثيَّة، ولعلَّ ذلك يعود إلى أنَّهم في سنتهم الجامعيَّة الأخيرة يكون بداية شعورهم بالمسؤوليَّة التي يعقبها التفكير في الوظيفة، والبحث عن العمل، والتفكير بمستقبل الحياة العمليَّة.
لا يزال السؤال قائمًا ومطروحًا على مسؤولي الجامعات: كيف يمكن صناعة الشَّغف في دواخل وقلوب وعقول طلاب وطالبات الجامعات؛ لإحداث التفاعل المثمر، والتمكُّن العلمي والبحثي، الذي يجعلهم يبدعُون ويبتكرُون، وليس متلقين للعلم فقط، لأنَّنا نعيش زمنًا كله تحدِّيات ومسؤوليَّات، ويحتاج إلى مضمون في الأداء، وتفوق في العطاء، وإعداد جيلٍ من أبناء وبنات الوطن، يراهن على العالميَّة العلميَّة والبحثيَّة الحقيقيَّة، وأنَّهم سيكونُون مستقبلًا مدادًا للمراكز العلميَّة والبحثيَّة.
إنَّ نظرةً إلى الواقع في الرغبة في العلم والبحث العلمي، أو العزوف عنه علمًا وبحثًا تحدِّد مسؤوليَّات هامَّة تقع على مسؤولي الجامعات، رؤساء، وعمداء، ورؤساء أقسام، ومسؤوليَّات أكثر أهميَّة على أساتذة الجامعات والمحاضرين، إذا لم يكن الطالب أو الطالبة هو المحور الأول في الاهتمام لدى مسؤولي الجامعات، وأنَّ مهمتهم كرؤساء وعمداء ورؤساء أقسام صناعة الرغبة والشَّغف في قلوبهم، فإنَّ أعمالهم لا تتعدى أن تكون أعمالًا إداريَّة جافّة ليس لها علاقة بعقل الطالب، ولا قلبه، ولا نفسه، ولا روحه، وإذا كان الأستاذ الجامعي تفكيره في إلقاء حزمة من المحاضرات الجافَّة بكل أبعادها ونظريَّاتها ومناهجها، دون أنْ يكون هناك تواصل مع طلابه وطالباته، وفتح المكاتب، والبقاء ساعات مكتبيَّة يكون من خلالها التَّوجيه والزِّيادة في التَّحصيل العلميِّ،إذا لم يكن الأمر كذلك، فإنَّ التعامل مع الطلاب والطالبات لن يتعدى أنْ يكون ناحية منهجية، ولقاءات شخصية تتخللها إحصائيات لعدد ساعات تلقى، وتجميع درجات تحصى وإعلان نتائج تملى.
والعجيبُ أنَّ الطلاب والطالبات خلال دراستهم في السنوات الأُولى يكونون في ضعف من الإقبال، وينتشون في سنوات تخرُّجهم الأخيرة، وتكليفهم في مشروعات بحثيَّة، ولعلَّ ذلك يعود إلى أنَّهم في سنتهم الجامعيَّة الأخيرة يكون بداية شعورهم بالمسؤوليَّة التي يعقبها التفكير في الوظيفة، والبحث عن العمل، والتفكير بمستقبل الحياة العمليَّة.
لا يزال السؤال قائمًا ومطروحًا على مسؤولي الجامعات: كيف يمكن صناعة الشَّغف في دواخل وقلوب وعقول طلاب وطالبات الجامعات؛ لإحداث التفاعل المثمر، والتمكُّن العلمي والبحثي، الذي يجعلهم يبدعُون ويبتكرُون، وليس متلقين للعلم فقط، لأنَّنا نعيش زمنًا كله تحدِّيات ومسؤوليَّات، ويحتاج إلى مضمون في الأداء، وتفوق في العطاء، وإعداد جيلٍ من أبناء وبنات الوطن، يراهن على العالميَّة العلميَّة والبحثيَّة الحقيقيَّة، وأنَّهم سيكونُون مستقبلًا مدادًا للمراكز العلميَّة والبحثيَّة.