Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الأعمى البصير!!

تعوّدنا من المتألق أحمد الشقيري أن يضعنا أمام المرآة؛ لنرى عيوبنا بشكل واضح، في جلسة صراحة وتقريع وتوبيخ مع أنفسنا، عبر برنامجه المميّز خواطر، وهذا ما حدث بالفعل عندما اصطحبنا في جولة ممتعة إلى الص

A A

تعوّدنا من المتألق أحمد الشقيري أن يضعنا أمام المرآة؛ لنرى عيوبنا بشكل واضح، في جلسة صراحة وتقريع وتوبيخ مع أنفسنا، عبر برنامجه المميّز خواطر، وهذا ما حدث بالفعل عندما اصطحبنا في جولة ممتعة إلى الصين، لنشاهد عالمًا آخر أقل ما يُقال عنه إنه عالم العجب العجاب.
مدرسة للمكفوفين من أصحاب القدرات الخاصة، ولو لم أكن أعرف أنهم مكفوفون بالفعل لما شككت لحظة في أنهم فاقدو البصر، لأنهم باختصار يتصرّفون كما لو أنهم يرون بأعينهم كل شيء.
انضباط عجيب، وتطبيق للنظام بحذافيره، فالتلاميذ يسيرون في صفوف منتظمة بمفردهم، دون مساعدة من أحد، فيدخلون إلى قاعة الطعام، ويأكلون بأيديهم، دون أن يخطر ببالك أنهم عاجزون عن الرؤية، ومن ثم يتوجّهون حاملين أطباقهم ليضعوها في المكان المخصص لها، ويلقون بالبقايا في سلة المهملات.
تراهم يجيدون التعامل مع الحاسب الآلي ببراعة، وهم قادرون على التعامل مع جميع البرامج، وتصفّح الإنترنت، والبحث عن المعلومة المطلوبة دون طلب المساعدة من أحد، لأنهم يرون الأمور بمنظار آخر، إنه منظار التحدّي وقوة الإرادة.
دعونا نحوّل الوجهة إلى مجتمعنا، ولندخل إحدى المدارس الثانوية لطلاب أصحاء، وهبهم الله كامل الصحة والعافية، لنجد التدافع في الصفوف، والفوضى تعم المكان الذي يكتظ ببقايا الطعام في كل مكان، أمّا مختبر الحاسب الآلي فهو مسرح للشات، والماسنجر، وأمور أخرى لا يليق بي ذكرها.
مشهد من مشاهد صوت الإرادة جعلني أتذكَّر قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما أخذ الله من عبد شيئًا إلاّ عوّضه الله خيرًا منه).. فرغم أن هؤلاء قد فقدوا نعمة البصر؛ إلاّ أنهم يتمتعون بنور البصيرة، التي يفتقدها الكثير منّا نحن المبصرين، فهنيئًا لمن ظفر بالبصيرة حتى لو فقد البصر، هنيئًا للأعمى البصير!!
ammarbogis@gmail.com
للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS
تبدأ بالرمز (82) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى
88591 - Stc
635031 - Mobily
737221 - Zain

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store