Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الألقاب المدمرة

عاهدت نفسي منذ بداية الموسم على عدم الخوض في الأمور التحكيمية لأننا بكل صراحة مللنا من الحديث عن ديباجة الحَكَم السعودي المعتادة لكن ما شاهدته في لقاء الاتحاد والشباب كان اغتيالاً لتفوق الحكم السعو

A A

عاهدت نفسي منذ بداية الموسم على عدم الخوض في الأمور التحكيمية لأننا بكل صراحة مللنا من الحديث عن ديباجة الحَكَم السعودي المعتادة لكن ما شاهدته في لقاء الاتحاد والشباب كان اغتيالاً لتفوق الحكم السعودي في الجولات الماضية وصدق من قال الزين ما يكمل.
ملاحظة صغيرة تلقيتها من صديقي العزيز محمد مبارك عطية ولكن بعد تأملي فيها وتعمقي في أبعادها أدركت أنها تستحق فعلاً الدراسة والتحليل فرأيت أن أخصص لها مقالي اليوم.
رغم أن ليونيل ميسي يعد معجزة العصر في كرة القدم بما يملكه من الإبداع والمهارات العالية ورغم أن كرستيانو رونالدو قد أبهر العالم بموهبته الكروية إلا أننا لم نسمع من يطلق عليهم الألقاب ويصفهم بأعظم عبارات المبالغة رغم أنهم يستحقون ذلك عطفاً على تألقهم في عالم الكرة.
أما في وسطنا الرياضي فما أن يبدأ لاعب بالظهور فيبدع في مباراة أو اثنتين حتى يصبح هذا اللاعب ميسي زمانه أو خليفة مارادونا ويتحول إلى صقر أو نسر أو قناص وغيرها من الألقاب التي تقوده إلى الهاوية.
نعم هذه هي الحقيقة فاللاعب عندنا سريع التأثر بوسائل الإعلام وهتافات الجماهير وبريق الشهرة لذا فإنك سرعان ما ترى موهبته تختفي وتتبخر كالسراب الذي كان وكأنها لم تكن، ليعود اللاعب إلى نقطة الصفر وربما يتجاوزها إلى ما هو دونها ليجد نفسه تائهاً في دوامة الإخفاق.
إن المتتبع لهذه الظاهرة سيجد الكثير من الشواهد والأدلة التي تؤكد ما ذكرته، فكم من نجم ذهبت نجوميته ضحية هذه الألقاب فأين ياسر القناص 2006 وأين مالك شبيه الريح 2007 وأين سعد الذابح وأين الجاسم والموسى ومهند عسيري وعيسى المحياني وغيرهم ممن كانت تهتف بأسمائهم الجماهير وتكتب عنهم الأقلام وتضج بصيتهم القنوات الفضائية.
أعتقد أننا أمام مشكلة حقيقية تتمثل في استخدامنا بوعي منا أو دون وعي معولاً من معاول هدم مواهبنا وتدمير نجومنا حتى أصبحنا نعاني ندرة المواهب وعقمها فحذارِ حذارِ من تلك الألقاب المدمرة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store