أعداء النجاح

أمرٌ طبيعيٌّ أن تُرشق الشجرة المثمرة العاليةُ بالحجارة ممّن لا يستطيع تسلّقها، أو الوصول إليها. وأمرٌ طبيعيٌّ أن يُوصف العنب بالحموضة؛ رغم طيبه، وحلاوته ممّن لا يستطيع تذوّقه. وأمرٌ طبيعيٌّ أن يكون هناك أعداء لك، خاصة إذا كنت من أصحاب النجاح.
تحدّث أمير الرياضة والشباب الأمير نواف بن فيصل بكل حرقة وألم، عن أولئك الذين يعملون في الخفاء من أجل إيقاف عجلة تطور الرياضة السعودية بكل الأشكال، ولامس سموه جرحًا عميقًا عندما انتقد الإعلام والإعلاميين في الوسط الرياضي ليعلنها بكل صراحة بأن السيل قد بلغ الزبى.
كم كان سموه دقيقًا في تعبيراته، وكم كان سموه حريصًا في انتقاء عباراته، ولم يتجاوز سموه كنه الحقيقة عندما وصف بعضهم بأصحاب الوجهين، ولم يبالغ سموه عندما نعت بعضهم بالمرتزقة.
ورغم أن سموه قد فتح آفاقًا واسعة في مجال الإعلام الرياضي أحدثت نقلة نوعية في باب النقد، فزادت مساحة التعبير، وسقطت معظم القيود عن الإعلام الرياضي، إلاّ أن سموه قد صُدم بالواقع المرير الذي يؤكد أننا نعجز عن فهم ثقافة الحرية والديمقراطية.
حذرت، وحذر غيري من عقلاء الإعلام الرياضي أن كثيرًا من إعلامنا الرياضي بقنواته المختلفة يسير في انحدار شديد في ظل وجود من انتقدهم سموه من أصحاب العقليات المريضة في الإعلام الرياضي، وكان لابد من وقفة صارمة معهم، وانتظرنا الإعلام الرياضي ليؤدي دوره في الرقي والارتقاء، ولكن دون نتائج تُذكر.
بقي أن نقول بأن القافلة تسير، والعصافير تُغرِّد، فمهما تطوّرنا، ومهما وصلنا إلى أعلى قمم الاحتراف، فإننا سنظل نجد مَن يحاول إعادتنا إلى الوراء، ولكن إرادة الله، ثم طموح سمو الأمير نواف ستبقى سلاحًا مدمرًا لأعداء النجاح.