Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

عندما ينحرف فكر الإعلامي الرياضي

يحمل الإعلامي الرياضي وغيره على عاتقه مسؤولية تبليغ الرسالة الإعلامية الحقيقية نحو المجتمع، والمتمثلة في الصدق في التوجيه وتعزيز القيم الأخلاقية لديهم، والعدل عند الحديث أو الكتابة لهم وعدم غش المتلقي

A A
يحمل الإعلامي الرياضي وغيره على عاتقه مسؤولية تبليغ الرسالة الإعلامية الحقيقية نحو المجتمع، والمتمثلة في الصدق في التوجيه وتعزيز القيم الأخلاقية لديهم، والعدل عند الحديث أو الكتابة لهم وعدم غش المتلقين فيما يقدمونه من آراء لا تنصب في مصلحتهم، ولذلك لا أبالغ عندما أقول إن هناك فئة فعلًا موجودة في الساحة من الإعلاميين المنتمين للوسط الرياضي لا تقدر قيمة تلك الرسالة الإعلامية الرياضية التي ينبغي أن يحملوها نحو هذا المجتمع؛ الذي يكتبون أو يتحدثون إليه، فتجد فكرهم لا يتعدى ألوان الأندية ولا يتجاوز البحث عن الإثارة الممقوتة؛ على الرغم من أن بعض هؤلاء الإعلاميين تقدّموا في السن، ولكن يظهرون في الإعلام بفكر أقل من سنهم بكثير، خصوصًا الإعلام الفضائي، وهم عندما يتحدّثون يشاهدهم أبناؤهم وربما أحفادهم وهم يظهرون بصورة غير مرضية من حيث الفكر والطرح ومن حيث الرؤية التي لا تليق بمكانتهم الاجتماعية ولا بفكرهم الثقافي، وللأسف مثل هؤلاء يتسابقون على الظهور في بعض وسائل الإعلام التي لا تقدم العمل المفيد للمجتمع الرياضي، ويرتفع بثقافة المشاهد والمتابع، بل يساهمون في تأجيج التعصب، ويزيدون وتيرته بشكل مؤلم، والضحية ذلك المتلقي الذي قد يأخذ منهم ذلك الفكر دون وعي منه، بل قد يجاريهم فيما يُقدمون عليه من أمور تعصبية تزيد مفعول التعصب لديه، لدرجة أننا أصبحنا نسمع عن مدرجات مليئة بالمشاكل والخلافات داخل الملعب لم نكن نسمع عنها في عقود سابقة، بل كان المشجعون يذهبون سويًا إلى المدرجات، ويشاهدون المباريات، دون أن يحدث بينهم أي خلاف، لكن الآن اختلفت الأمور وأضحت الخلافات بين المشجعين تتأزّم وسط المدرجات بفعل ما يُطرح في بعض وسائل الإعلام، فمن زرع هذا التعصب وأجّجه وجعله يتأصّل في بعض المشجعين..؟! إنهم دون شك حملة تلك الآراء التعصبية، فما الذي يمكن أن يوقف مثل تلك المشكلات التي أصبحت دخيلة على الملاعب السعودية..؟!
نقاشات غير مفيدة
إن ما يحدث من مهاترات ومواجهات بين بعض الإعلاميين وخروج عبارات خارج الذوق العام وبُعدها عن الخلق الإسلامي القويم يعد أمرًا مؤسفًا، والمؤمل أن تختفي مثل تلك الأصوات وتخفت، وتترك مثل هذه النقاشات غير المفيدة التي لا يأتي من ورائها إلا زيادة الاحتقان بين المتحاورين، وشحن المتلقين بمفردات التعصب بشكل أكبر، فيكون خطرها أكبر من نفعها، فهي لا تأتي بخير، فمتى يكون لتلك البرامج وما يُطرح فيها من آراء أهداف تعود بالنفع على المجتمع الرياضي.. وتساهم في تثقيف المشجعين، وتبين لهم أهمية التعاون والبعد عن الشقاق الذي يُفرِّق ولا يجمع على الخير، ويبين لهم أهمية أخوّة الدين وحث الدين عليها، وأن الكلمة الطيبة صدقة..؟! أجزم أنه متى كان هناك اهتمام بهذا الجانب؛ سيكون هناك ثقافة جديدة تقنع أولئك المشجعين الذين اندفعوا دون وعي وبحماس غير منضبط خلف الآراء السقيمة والمتعصبة، لأن للإعلام قوة رأي مؤثرة، متى كانت إيجابية ساهمت في إسقاط الفكر الهدام في الوسط الرياضي، نسأل الله أن يصلح حال الجميع لما يحب ويرضى، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store