Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

التثبت وشجاعة سامي وقبول نور

يحث ديننا الإسلامي القويم على التثبت من الأخبار ورواتها وعدم الإساءة ‏لشخص دون التثبت مما قاله، بل والعمل على عدم مقابلة السيئة بالسيئة ‏بل العكس يكون العفو عند المقدرة، ولعل المتابع لواقع

A A

يحث ديننا الإسلامي القويم على التثبت من الأخبار ورواتها وعدم الإساءة ‏لشخص دون التثبت مما قاله، بل والعمل على عدم مقابلة السيئة بالسيئة ‏بل العكس يكون العفو عند المقدرة، ولعل المتابع لواقع الوسائل التي يعتمد ‏عليها في نقل الأخبار وتداولها يجد بعضها يعتمد على وكالة يقولون، ‏فيروون وينقلون أخبارًا كاذبة وينقلون معلومات مغلوطة على لسان آخرين ‏مما يزيد الاحتقان، يقول الله عز وجل: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ ‏السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً‎) [الإسراء الآية: 36] ففي ‏هذا الموضع من كتاب الله الكريم يتبين أن أعضاء ابن آدم يوم القيامة ‏تنطق، وتسأل يوم القيامة ، فيقال للعضو مثلاً اللسان: أما قلت كذا، ‏وكذا؟ فينكر، فيختم الله تعالى على فمه، ويأمر اللسان -هذه اللحمة- أن ‏تتكلم بنفسها، ليس كلام الإنسان الذي يخرج من حلقه، واللسان وسيلة فيه، ‏وإنما ينطق اللسان ذاته فَيُقِرُ، فتشهد عليهم ألسنتهم كما في آية أخرى يقول ‏تعالى: (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النور الآية: 24]، وفي الصحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم ‏ضحك فقالوا: يا رسول الله ممَّ ضحكت؟ قال:{ضحكت من مجادلة العبد ‏ربه يقول يوم القيامة: يا رب إني لا أقبل علي شهيدًا إلا من نفسي، أي لا ‏يقبل حتى الملائكة، فيأمر الله عز وجل فيختم على فيه، ويأمر جوارحه ‏فتنطق بما فعل من شر} فتتكلم اليد، والرجل، واللسان، والأذن، والعين، ‏وغيرها من الجوارح، وما يزيد مشاكل الناس بشكل عام والرياضيين ‏بشكل خاص إلا رواة الأخبار وعن ذلك يقول الشاعر الشريف الرضي:
هم نقلوا عنّي الذي لم أَفُه به
وما آفَةُ الأَخبار إلا رُواتُها ‏
وبعض الرياضيين يخطئ في حق بعض إخوانه الرياضيين ولا يُكلِّف ‏نفسه البحث عن الحقيقة، وبعضهم يكابر ولا يعتذر، وشخصيًا سمعت ع‏ما حدث من سجال بين سامي الجابر ومحمد نور، وقد أكبرت في سامي ‏الجابر تراجعه واعتذاره لمحمد نور على الهواء مباشرة وكذلك قبول ‏محمد نور لاعتذاره، وهذا يدل على معدن الاثنين الأصيل، وهذا ما ‏نحتاجه أن يكون في الوسط الرياضي والبعد عن التجريح والشتيمة، وآمل ‏أن يكون الحوار المهذب هو السائد بين المنتمين للوسط الرياضي حتى ‏تكون الرياضة أخلاق وأدب لا رياضة سبِّ وشتيمة، كما ينبغي عدم نقل ‏أي آراء رياضية أو أخبار لا تمت للحقيقة بصلة مما يساهم في تقليلها ثم ‏اختفائها، وهذا ما يحتاجه هذا الوسط لتنقية الأجواء وتصفية النفوس ‏والبعد عن الاحتقان، أسأل الله للجميع التوفيق إنه جواد كريم.‏

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store