يحث ديننا الإسلامي القويم على التثبت من الأخبار ورواتها وعدم الإساءة لشخص دون التثبت مما قاله، بل والعمل على عدم مقابلة السيئة بالسيئة بل العكس يكون العفو عند المقدرة، ولعل المتابع لواقع الوسائل التي يعتمد عليها في نقل الأخبار وتداولها يجد بعضها يعتمد على وكالة يقولون، فيروون وينقلون أخبارًا كاذبة وينقلون معلومات مغلوطة على لسان آخرين مما يزيد الاحتقان، يقول الله عز وجل: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) [الإسراء الآية: 36] ففي هذا الموضع من كتاب الله الكريم يتبين أن أعضاء ابن آدم يوم القيامة تنطق، وتسأل يوم القيامة ، فيقال للعضو مثلاً اللسان: أما قلت كذا، وكذا؟ فينكر، فيختم الله تعالى على فمه، ويأمر اللسان -هذه اللحمة- أن تتكلم بنفسها، ليس كلام الإنسان الذي يخرج من حلقه، واللسان وسيلة فيه، وإنما ينطق اللسان ذاته فَيُقِرُ، فتشهد عليهم ألسنتهم كما في آية أخرى يقول تعالى: (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النور الآية: 24]، وفي الصحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم ضحك فقالوا: يا رسول الله ممَّ ضحكت؟ قال:{ضحكت من مجادلة العبد ربه يقول يوم القيامة: يا رب إني لا أقبل علي شهيدًا إلا من نفسي، أي لا يقبل حتى الملائكة، فيأمر الله عز وجل فيختم على فيه، ويأمر جوارحه فتنطق بما فعل من شر} فتتكلم اليد، والرجل، واللسان، والأذن، والعين، وغيرها من الجوارح، وما يزيد مشاكل الناس بشكل عام والرياضيين بشكل خاص إلا رواة الأخبار وعن ذلك يقول الشاعر الشريف الرضي:
هم نقلوا عنّي الذي لم أَفُه به
وما آفَةُ الأَخبار إلا رُواتُها
وبعض الرياضيين يخطئ في حق بعض إخوانه الرياضيين ولا يُكلِّف نفسه البحث عن الحقيقة، وبعضهم يكابر ولا يعتذر، وشخصيًا سمعت عما حدث من سجال بين سامي الجابر ومحمد نور، وقد أكبرت في سامي الجابر تراجعه واعتذاره لمحمد نور على الهواء مباشرة وكذلك قبول محمد نور لاعتذاره، وهذا يدل على معدن الاثنين الأصيل، وهذا ما نحتاجه أن يكون في الوسط الرياضي والبعد عن التجريح والشتيمة، وآمل أن يكون الحوار المهذب هو السائد بين المنتمين للوسط الرياضي حتى تكون الرياضة أخلاق وأدب لا رياضة سبِّ وشتيمة، كما ينبغي عدم نقل أي آراء رياضية أو أخبار لا تمت للحقيقة بصلة مما يساهم في تقليلها ثم اختفائها، وهذا ما يحتاجه هذا الوسط لتنقية الأجواء وتصفية النفوس والبعد عن الاحتقان، أسأل الله للجميع التوفيق إنه جواد كريم.
التثبت وشجاعة سامي وقبول نور
تاريخ النشر: 17 فبراير 2012 03:58 KSA
يحث ديننا الإسلامي القويم على التثبت من الأخبار ورواتها وعدم الإساءة لشخص دون التثبت مما قاله، بل والعمل على عدم مقابلة السيئة بالسيئة بل العكس يكون العفو عند المقدرة، ولعل المتابع لواقع
A A