Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

منابر الجمعة بعيدًا عن البيانات السياسية!!

* أدركتُ كغيري من أهل هذه البلاد منهجية بلادنا المعروفة باتّباعها في تعاليم الدين الإسلامي منهج الوسطية والاعتدال والتسامح، وعدم الانجرار إلى الأساليب التي يتّبعها الغوغائيون والسفهة من الأعداء والمبغ

A A
* أدركتُ كغيري من أهل هذه البلاد منهجية بلادنا المعروفة باتّباعها في تعاليم الدين الإسلامي منهج الوسطية والاعتدال والتسامح، وعدم الانجرار إلى الأساليب التي يتّبعها الغوغائيون والسفهة من الأعداء والمبغضين، وكانت خطب الجمعة في الحرمين الشريفين وسواهما ممّا يُضرب به المثل في البلاغة والإيجاز والخشوع، ولازالت سارية في الجيل الذي خلف أولئك القوم -رحمهم الله- وسار على نهجهم القويم.
* إلاَّ أنه للأسف الشديد قد شذ عن هذه القاعدة نفر من خطباء المساجد الذين منذ اندلعت الثورات في عالمنا العربي أضحت خطبهم من منابر بعض المساجد أشبه ما تكون بالبيانات السياسية -من غير أن يكونوا مؤهلين في هذا الجانب الذي له أدبياته وضوابطه ودواعيه- ويذهلك عندما تسمع أحدهم -كما قدر لي أن أكون أحد شهوده- نعم إنه ليذهلك ذلكما الصراخ والعويل الشديدان اللذان يتبدد معهما كل خشوع وطمأنينة، وهما ممّا يبحث عنه المرء عند دخوله لبيوت الله. ولعلي أستدرك قائلاً: إنه من حق إخوتنا في البلاد العربية الأخرى، والذين يعانون من الظلم والتنكيل، أن نتعاطف معهم، وندعو لهم، ونشعرهم بقربنا منهم، كما أمرنا ديننا الإسلامي الحنيف، ولعل الدعاء لهم في القنوت، وكذلك في نهاية كل خطبة هو ممّا ندلل به على تضامننا معهم، وبعيدًا عن التعميم المرفوض شرعًا وعقلاً وعرفًا، فإن بعضهم يستخدم قاموسًا من ألفاظ الشتم، والتي نهانا القرآن الكريم عن استخدامها حتى في حق المخالفين، حيث قال في محكم كتابه الكريم: «ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوًا بغير علم» سورة الأنعام الآية 108، كما أن تهييج العامة من الناس، واستخدام الأساليب الداعية إلى التصنيف والفئوية والحزبية ممّا يفترض أن يكون بمنأى عن هذه المنابر.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store