Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مُدخِّنات بلا غليون

كشفت حملات وإحصاءات قامت بها جهات طبية، أو جمعيات مكافحة التدخين عن أرقام وإحصاءات مخيفة تتعلّق بانتشار التدخين بين النساء في المملكة، وذكرت تلك الإحصاءات أن المملكة تأتي في المرتبة الخامسة عالميًّا،

A A
كشفت حملات وإحصاءات قامت بها جهات طبية، أو جمعيات مكافحة التدخين عن أرقام وإحصاءات مخيفة تتعلّق بانتشار التدخين بين النساء في المملكة، وذكرت تلك الإحصاءات أن المملكة تأتي في المرتبة الخامسة عالميًّا، والثانية خليجيًّا من حيث عدد المدخنات، وأن ثلث سكان المملكة يدخنون، أي أن 9 ملايين من السكان مدخنون (جريدة المدينة 12/4/1433هـ ص 40).
ولمعرفة المزيد عن تدخين النساء في المملكة، يمكن إدخال عبارة «تدخين النساء في المملكة»؛ ليطلع القارئ على الإحصاءات والدراسات حول هذا الموضوع، فعدد المدخنات في المملكة يزيد قليلاً عن المليون، ونسبة حدوث سرطان الرئة لديهن 13%، ويموت منهن 23%، وأن النسبة مرتفعة بين الطالبات والمعلمات، وأن نسبة من 35- 40% من الطالبات والمعلمات، وأن نسبة 11% من طالبات المتوسطة والثانوية وأن معظم المدخنات من المراهقات.
وتستخدم شركات التبغ مفهومات مشوّهة للتغلب على مقاومة النساء للتدخين، منها الادّعاء بارتباط التدخين بالجمال والشخصية القوية، ومنها إنتاج سجائر بأسماء نساء شهيرات، أو رشيقات، ومنها الربط بين تدخين المرأة وحريتها، وأن التدخين حق من حقوقها، ومن ممارستها التحكم في جسدها.
ومن الأسباب التي ذكرت لتدخين المرأة السعودية أن التدخين نوع من عقاب الأسرة والتعبير عن الغضب وإظهار الإحباط، ومنها الوحدة بعد الطلاق، ونتيجة للشعور بالظلم، ومنها ادّعاء أن التدخين يُعطي وجاهةً، وارتفاعًا في المستوى المادي أي أنه نوع من المفاخرة والتباهي، ومنها أنه يأتي استجابة لضغوط الزوج والزميلات، ومنها -ولعله من أهمها- التقليد المكتسب من مشاهدة الفضائيات، وكلما قل الوعي زاد التقليد.
انتشار التدخين بين الرجال مصيبة، ولكنه بين النساء أكثر، وهي ظاهرة لم تكن موجودة إلى قبل سنوات ليست بعيدة، والأسباب السابقة تحتاج لدراسة وتوعية، وبخاصة بالنسبة للطالبات والمراهقات، والقيام بحملات توعية في المدارس والجامعات، وازدياد العدد خلال السنوات السابقة ينذر بمستقبل غير مبشر، لاسيما في التكاليف الطبية التي سترتب على الإصابة بالأمراض الخطرة، وانتقال الأضرار إلى الأولاد أثناء الحمل وبعده.
من التراث الشعبي:
لم يكن النساء يدخنَّ في العهود الماضية، بل إن التدخين يكاد يقتصر على بعض الرجال ذوي المنزلة الاجتماعية الذين يتباهون بطول الغليون إذا جلس في المجلس، والآخرون -إن دخنوا- لا يجاهرون به، أمّا النساء فلا يتعاطين التدخين حفاظًا على عبق أنفاسهن، ولا تكاد تفوح من المرأة إلاّ رائحة عطرة، ولذا قال شاعر شعبي عن تدخين المرأة قديمًا:
نحمدك يا والي علينا بالإحسان
اللّي جعلت البيض ما يَشْرَبنّهْ
اللّي نَسَمْهن من فَوَاغي ورَيْحان
يا ليتهن اللَّاش ما ياخذنه
والبيض هن النساء، ويصف أنفاسهن بأنها فاغية، وريحان أي عطرة، واللَّاش هو الرجل الرديء، وصار الوضع الآن ليس رائحة زكية إذا ابتعدت المرأة عن التدخين، بل أضرارًا صحية على المرأة وأبنائها.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store