Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

التثقيف التدريجي للاعبين

لاشك أن الاهتمام بفكر اللاعب والارتقاء بوعيه أمر مطلوب، ويساهم ‏في وصول اللاعب إلى قمة النضج الرياضي مبكرًا، أما إهماله فسيحدث ‏العكس وربما قضى على موهبته، فاللاعب منذ بداية بروزه يحتاج إلى

A A

لاشك أن الاهتمام بفكر اللاعب والارتقاء بوعيه أمر مطلوب، ويساهم ‏في وصول اللاعب إلى قمة النضج الرياضي مبكرًا، أما إهماله فسيحدث ‏العكس وربما قضى على موهبته، فاللاعب منذ بداية بروزه يحتاج إلى ‏من يقف بجواره ويسديه النصائح‎ ‎حتى يكون لها أثرها الجيد على سلوكه، فيثمر فكرًا رياضيًا واعيًا يستطيع من خلاله أن‎ ‎يكون مثمرًا في ‏مجتمعه. وهذا ما ينبغي أن يحدث، لكن عندما نتمعن لواقع نجوم الكرة ‏في بلادنا المنتمين لمعشوقة‎ ‎الملايين نجد أن الوعي الفكري والثقافي ‏في اللاعبين ربما اقتصر على فئة معينة منهم، وهذه الفئة التي تحظى ‏بالاهتمام هم أصحاب النجومية بشكل أكبر للأثر الذي يمكن أن‏‎ ‎يتركوه ‏في المتلقين لأنهم يعدون مؤثرين في غيرهم لمكانتهم ونجوميتهم، ‏ولاسيما في ظل ضعف الوازع الديني لدى بعض اللاعبين، كما أن ‏بعض السلوكيات الظاهرة التي يحتاج بعض اللاعبين أن يبتعدوا عنها ‏مثل القزع الذي يعد مخالفة شرعية ومخالفة‎ ‎لما أمر به رسول الله عليه ‏الصلاة والسلام ـ حيث نهى عليه أفضل الصلاة والسلام عن حلاقة نصف ‏الرأس وترك الآخر وهي ما يسمى بالقزع، وقد صدرت تعاميم واضحة ‏من الرئاسة العامة لرعاية الشباب تجاه هذه الممارسة وغيرها، ولكن ‏لا‎ ‎زال قلة من اللاعبين متمسكين بها نتيجة قلة الوعي وعدم‎ ‎الاكتراث‎ ‎‏ ‏مع ممارسات أخرى هي من التقليد الأعمى الذي يقوم به بعض اللاعبين. ‏‎
‎التوعية مطلوبة‎
‎وشخصيًا أرى أنه التوعية للاعبين ينبغي أن تكون متواصلة على أن ‏يكون نقد السلوكيات عامًا، دون الإشارة للاعب دون آخر، لأن بعض ‏اللاعبين عندما يذكر باسمه ربما ينظر لنقد ما بأنه ضده شخصيًا أو ضد‎ ‎ناديه، ومن وجهة نظري وقد كتبت عن ذلك أكثر من مرة أن تكون هناك‎ ‎توعية وتثقيف للاعبين بالتفاهم مع إدارة شؤون الأندية في‎ ‎الرئاسة، ‏وأعتقد أن تخصيص محاضرات للاعبين في مناقشات خاصة من شأنه‏‎ ‎أن يؤدي إلى تقبل اللاعبين ويحقق الفائدة لهم، وكذلك يتيح لهم فرصة ‏السؤال عن أمور أخرى يحتاجون إليها وتكسر‎ ‎الحواجز بين الأندية ‏والرياضيين والمثقفين والدعاة، وأذكر أنه في سنوات مضت كانت هناك ‏لقاءات تثقيفية للاعبي الأندية كالهلال والنصر عادت عليهم بالفائدة، ‏بل إن بعض كبار العلماء استقبلوا اللاعبين أمثال‏‎ ‎الشيخ عبدالعزيز بن ‏باز ـ رحمه الله ـ وكذلك الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه‎ ‎الله ـ ‏وأتمنى أن تكون هناك مبادرات من الأندية، خصوصًا مع بدايات ‏الاستعدادات لكل‎ ‎موسم رياضي وفي كل الألعاب وبالذات كرة القدم، ‏وسنرى ثمار ذلك يانعة، ومحسوسة،‎ ‎وتعود بالنفع على الجميع‎.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store