Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أبيدال وعبارات في وسط المعاناة

لفت نظري تلك الحملة الكبيرة على الفيس بوك من محبي ايريك أبيدال أو كما يحلو له أن يناديه محبوه بلال وهو الاسم الذي اختاره بعد اعتناقه للإسلام وهذه الحملة التي أفرحتني هي من إخوة مسلمين للدعاء لأخيهم

A A

لفت نظري تلك الحملة الكبيرة على الفيس بوك من محبي ايريك أبيدال أو كما يحلو له أن يناديه محبوه بلال وهو الاسم الذي اختاره بعد اعتناقه للإسلام وهذه الحملة التي أفرحتني هي من إخوة مسلمين للدعاء لأخيهم المسلم ورفع معنوياته إزاء ما يواجهه من موقف عصيب متمثلا في حاجته لزراعة الكبد، والأعمار هي بيد الله، والمؤمن مبتلى، وما دفعني لكتابة هذا المقال عن هذا اللاعب هي أخوة الإسلام ومن حق المسلم على أخيه الشعور بما يعانيه وهو الشعور الذي أشعر به تجاه أي أخ مسلم امتثالا لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) ومكانة هذا الشخص أو ذاك هي التي تجعل الأنظار متوجهة إليه، ونحن لا نملك في هذا الجانب سوى الدعاء وهو الذي يوجه لكل أخ مسلم بحاجة للدعاء في مثل هذه المعاناة، وبالنسبة لهذا اللاعب وأنا أتتبع سيرته لفت نظري كثيرًا كلماته في مواقف عصيبة وبعضها في مواقف كان يعيش سعادة، فهو مثلا عندما اعتنق الإسلام يقول: بدأت في التفكير فيه بعد أن أصبحت واعيًا بالتفكير في حياتي وتحولت شيئاً فشيئاً إلى الإسلام بعد تفكير طويل وعميق. وأعيش حياتي الدينية بلا تعصب، والقرآن الكريم لا يفارقني أبدًا، ويضيف: لم أعتنق الإسلام لأن زوجتي حياة مسلمة، ولكن بسبب قناعتي الشخصية بدين الإسلام العظيم".، ويقول معلقا على قيامه بأداء صلاة التراويح في وقت سابق من العام الماضي: "لا اعتزم القيام بذلك بسبب خوفي من الموت بعد المرض الخطير الذي أصابني ونجوت منه برحمة الله، وإنما حبًا في الجنة وزهدًا في هذه الحياة الفانية".
وقال أيضًا وهو يتحدث عن ورم السرطان الذي عانى منه: إنّه يحب الله سبحانه وتعالى وهو الذي أنجاه في المرة الأولى من الموت، ويقول: بالنسبة لي كمسلم فأقول أنه لا أحد يستطيع مقاومته وحيدا (أي السرطان)، فأولا يجب أن يكون هناك الإيمان بالله، وكما هو الحال في كرة القدم، فلولا دعم أسرتي والناس العاديين والمرضى الآخرين وزملائي في الفريق لم أستطع الصبر على المرض .
وفي موقف أخينا اللاعب (بلال أبيدال) نحن بحاجة للصبر على أقدار الله فعن صهيب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذلك إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له " صحيح مسلم. ففي هذه الدنيا منغصات كثيرة، كما فيها أفراح وسعادة، فكيف يزيل الهموم ويكون أقرب إلى الطمأنينة وراحة البال؟ ليس ذلك إلا للمؤمن الذي يعمل لله ويريد الآخرة. فعلينا أن نعتبر بما يصيب غيرنا من أمراض وكثيرون الذين يعانون من هذا المرض لكن شهرة أبيدال العالمية جعلت الأنظار تتجه إليه أكثر من غيره.. نسأل الله له الشفاء، ولكل مريض، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store