Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

استفادة أهل رابغ من المشروعات الضخمة

في عام 1429هـ زرت مع عدد من زملائي أعضاء الشورى آنذاك مدينة الملك عبدالله الاقتصادية بدعوة منها، ومكثنا ما يزيد عن ساعتين في قاعة نشاهد أفلامًا أو نسمع شروحات عن مشروعات المدينة.

A A
في عام 1429هـ زرت مع عدد من زملائي أعضاء الشورى آنذاك مدينة الملك عبدالله الاقتصادية بدعوة منها، ومكثنا ما يزيد عن ساعتين في قاعة نشاهد أفلامًا أو نسمع شروحات عن مشروعات المدينة. وعند استقبال الأسئلة طرح أحد الزملاء سؤالاً هو ما مدى استفادة سكان رابغ من وجود فرص عمل في المدينة؟ وكان الجواب مخيبًا للآمال ولم نجد جوابًا إلا عدم وجود الفرص حتى لخريجي الجامعات ومؤسسة التدريب الفني.
وفي يوم الاثنين 10/5/1433هـ (2/4/2012م) نشرت الصحف خبرًا منعشًا للآمال وهو ما وصفه الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة «بألا تبقى هذه المشاريع الضخمة جُزرًا من العالم الأول على أرضنا وخارجها يبقى في العالم الثالث»، ولكي لا يبقى الكلام بلا عمل، كون فريق عمل ضمّ وكيل الإمارة وأمين جدة ومدير جامعة الملك عبدالعزيز ومحافظ رابغ ومسؤولين من الهيئة العامة للاستثمار وشركة بترورابغ، وطالب الفريق بتقديم مخطط تفصيلي يشتمل على برنامج زمني تنفيذي لتحقيق هذه الاستفادة في نهاية شهر أبريل المقبل أي بعد سنة من الآن.
ونشرت الصحف أن الأمير خالد خاطب الفريق لتفعيل الاستفادة من المشروعات الاقتصادية لمصلحة سكان محافظة رابغ قائلاً: (لدينا مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، وشركة بترورابغ، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وهي مشاريع لها مكانتها في الدولة، ومن المؤسف أن تكون ثلاثة مشاريع بهذا الحجم في محافظة واحدة ولا تسهم بالرقي بتلك المحافظة، وضرورة أن يستفيد من هذه المشاريع المواطن في كل الجوانب الفكرية والثقافية والاقتصادية وغيرها)، وبين أنه عندما يتحدث عن الإسهام في التنمية لا يعني البنايات والشوارع وما شابهها بل حتى بناء إنسان المنطقة.
هذه المشروعات بلا شك مشروعات كبيرة، ولكنها وسط جزر وأسوار لم يمتد خيرها لمن خارج الأسوار، والأصل أنها مشروعات تنمية تبعث حراكًا اقتصاديًا وثقافيًا وفكريًا واجتماعيًا، والمثال الواضح ما صنعته أرامكو في المنطقة الشرقية فمن جعبتها خرج مسؤولون وتجار كبار، وكان كثير منهم أميًا، ولكن أرامكو فتحت الأبواب، ولم تُقِم الأسوار، وكان إنسان هذه البلاد أهلاً للبناء فلم يكتفِ بأن يكون عاملاً تضرب عليه الأمية أطنابها، بل عمل وتعلم ودخل الحراك الصناعي والاقتصادي والمالي والعلمي حتى قاد الشركة بقيادة العلم، وكانت مدارس أرامكو مثالاً في كل شيء من المبنى إلى الكتاب، ولذا لا غرابة إن صنعت تنمية تجاوزت المكان إلى الإنسان وامتدت في صناعة الإنسان في كثير من المناطق.
المناطق الصناعية والعلمية إن كانت مغلقة ولم تصنع حراكًا في المجتمع ففائدتها محدودة، أما إن أزالت الأسوار وانفتحت على المجتمع، وصارت مصدر رزق فستكون مصانع للإنسان، ومصادر للثقافة، ومراكز للوعي الاجتماعي، وبناءً للإنسان قبل بناء المكان.
الأمير خالد أمير للكلمة البيانية، وعباراته جميلة جمال كلمته الشعرية، وفي هذه المرة نرجو أن تنتقل من حروف إلى واقع تنفيذي لها بعد عام من الآن، والتحدي الآن للفريق المكلف بأمانة التنفيذ، وأبريل القادم قريب.
ختام:
في يوم 7/4/1433هـ كنت مع فريق من الزملاء أعضاء مجلس هيئة حقوق الإنسان في جولة في رابغ، وفي طريق عودتنا إلى جدة رأينا بوابة مدينة الملك عبدالله الاقتصادية فرغبنا الدخول لرؤيتها، لكن الحارس منعنا ما لم نحصل على إذن ممن داخلها، فتحقق أنها جزيرة ونحن خارج الأسوار.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store