Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

القرضاوي ودولة الإخوان القادمة بمصر

يدور حديث هذه الأيام على نطاق واسع حول الموقف الحقيقي للجماعات الإسلامية، وخاصة الإخوان المسلمين، التي تصدرت حركات (الربيع) الحالية في عدد من الدول العربية، وأبرزها تونس ومصر، من الديمقراطية والتعددية

A A
يدور حديث هذه الأيام على نطاق واسع حول الموقف الحقيقي للجماعات الإسلامية، وخاصة الإخوان المسلمين، التي تصدرت حركات (الربيع) الحالية في عدد من الدول العربية، وأبرزها تونس ومصر، من الديمقراطية والتعددية.. وهناك كتاب صدر عن دار الشروق عام 1997 (صـدرت عـدة طبعات له بعد ذلك)، للدكتور يوسف القرضاوي، الداعية الإسلامي المنسوب لحركة الإخوان المسلمين يتحدث بشكل واسع عن هذا الموضوع تحت عنوان: (من فقه الدولة في الإسلام.. مكانتها.. معالمها.. طبيعتها.. موقفها من الديمقراطية والتعددية والمرأة وغير المسلمين).. ويشير إلى ما يبيته الإخوان للسيطرة على العالم العربي وإقامة دولتهم فيه.
في مقدمة الكتاب يقول الكاتب: «فهذه فصول (في فقه الدولة في الإسلام)، وهو فقه قصر فيه المسلمون كثيراً في الأزمنة الأخيرة، ولم يعطوه حقه من البحث والاجتهاد».. وسعى إلى تسفيه القول بفصل الدين عن الدولة وهاجم أولئك المعجبين بتركيا الحديثة والنظام الذي أقامه أتاتورك فيها واستشهد لذلك بمواقف وأقوال لقادة من الإخوان المسلمين وخاصة مؤسس الجماعة، حسن البنا، وهاجم رجال الدين الذين ينادون بمثل هذا الفصل بما فيهم الشيخ على عبدالرازق الذي نشر كتاباً (منذ سنوات عديدة) بعنوان: «الإسلام وأصل الحكم».
ويشرح الدكتور يوسف القرضاوي نظرته للدولة المطلوبة بالقول: «إن أول ما تحتاج اليه الدعـــوة الإسلامية في هذا العصر، أن تقوم (دار الإسلام) أو (دولة الإسلام)»، ويرى أن تبدأ هذه الدولة العالمية في طبيعتها بدولة إقليمية في قُطر مُعيّن يكون الإخوان هم حكامها، كما يتضح من سياق الكلام: «فإذا ظهرت عدة نماذج في عدة أقطار، أمكن أن تكون بينها دولة واحدة، تقوم على الوحدة أو الاتحاد».. وأن تقوم دولة الخلافة التي تسيطر عليها حركة الإخوان على مبادىء ثلاثة: أولها، دولة واحدة متعددة الأوطان والأقاليم، وثانيها، وحدة المرجعية التشريعية العليا، وثالثها، وحدة القيادة المركزية في شخص واحد، ومن المرجح أن تكون الإشارة هذه إلى الدور المتوقع أن يتولاه المرشد العام للإخوان بمصر.
ويرى الدولة التي يطالب بإقامتها كدولة (شرعية دستورية)، دستورها يضعه الإخوان حسب رؤيتهم.. ويحذر من الاعتقاد بأنه ينادي بإقامة دولة دينية ويطالب بإقامة المجالس التشريعية وانتخاب المرأة وأيضاً غير المسلمين لهذه المجالس ويحدد المواصفات التي تضعها حركة الإخوان المسلمين لذلك، ويرى أن مهمة المجالس النيابية «ترجع إلى ما يعرف في المصطلح الإسلامي بـ(الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)».. وأن يكون تشريعها في حدود: «الاجتهاد في الاستنباط والتفصيل والتكييف» من الدستور الذي تكون حركة الإخوان قد أعدته وأجازته مسبقاً.
ويقول القرضاوي في تبرير اجتهاده فيما يتعلق ببعض القضايا التي تطرق إليها فيما يتعلق بإقامة دولة الإخوان المسلمين: «ولا بأس أن يخالف اجتهادنا اجتهاد إمامنا رحمه الله (الشيخ حسن البنا مؤسس حركة الإخوان المسلمين)، فهو لم يحجر على من بعده أن يجتهدوا كما اجتهد».. وهناك الكثير في كتاب الدكتور يوسف القرضاوى مما يلقى الضوء على ما يمكن أن يكون المسيرة التي تستهدفها جماعة الإخــوان من تصديها للعملية السياسية في دول (الربيع) وخاصة بمصر وأهدافها البعيدة من ذلك.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store