الواجهة البحرية وأمانة جدة وجودة إشرافها

بعد نقاش وجدل حول تدني مستوى الجودة في تنفيذ بعض المشاريع الحكومية، ويكمن ذلك لعدة أسباب منها ضعف في الإدارة الهندسية، أو الفنية في إعداد الدراسات، والمواصفات المطلوبة، والمتكاملة للمشروع لقلة خبرة بعض المهندسين العاملين، عدم اختيار المواد ذات الجودة العالية، التساهل مع المقاول المنفذ خلاف للمواصفات المطلوبة أساسًا، الترسية بأقل الأسعار حسب نظام المنافسات، والمشتريات الحكومية، بالإضافة لبيع المشروع من الباطن إلى مقاول آخر، العوامل السابقة جميعها تؤدّي إلى تدني الجودة في تنفيذ بعض المشروعات الحكومية. الأرصفة وسفلة الشوارع وأعمدة الإنارة بعد صيانتها بوقت وجيز تعود إلى سابق عهدها، فالشوارع تعود للهبوط، وتكثر التشققات والهبوطات، والأرصفة تبدأ بالانخلاع، وأعمدة الإنارة تعود للانطفاء، وهذا هو الحال الذي تعوّدنا عليه. أمّا عن حال الواجهة البحرية (تطوير الكورنيش) الجاري تنفيذه. فإن حديثي هذا لم يرق للأستاذ محمد الفضل المقاول المسؤول عن تنفيذ الكورنيش الشمالي، والأوسط، وشارع فلسطين وحاول إقناعي بتغيير رأيي حول حرص الأمانة على جودة التنفيذ، وحرصها على اختيار أجود مواد التشطيب، مع دراسة كاملة للمشروع من جميع الاحتياجات، ودعاني الأستاذ محمد الفضل صاحب شركة رابية، ودعا كلاً من الأستاذ عبدالله أبوالسمح، والأستاذ عبدالله باجبير الذي اعتذر عن الحضور، دعانا لنرى بأم أعيننا جودة التنفيذ، وجودة المواد المنفذة، وجودة الإشراف من قِبل الأمانة في تنفيذ مشروع الواجهة البحرية، واستغرقت جولتنا الساعتين، وتيرة العمل على قدم وساق، ما رأيناه عكس توقعاتنا، المشروع كان مدروسًا بعناية فائقة، شاملة جميع الاحتياجات من مكوناته (خدمات البنية التحتية بالمنطقة، كهرباء، ماء، صرف صحي، تصريف مياه الأمطار، تقنية معلومات، إنشاء ممشى مستمر بطول الكورنيش بعرض مختلف، إنشاء حدائق، ومسطحات خضراء، ومناطق لألعاب الأطفال، ومناطق للجلوس، ومناطق مظللة، دورات مياه، ومطاعم، ومحلات بيع الهدايا، بالإضافة إلى توفير مواقف للسيارات، وإنشاء شواطئ رملية، وأماكن للصيد). الحقيقة مستوى الجودة (التشطيب كان على أعلى مستوى من الجودة)، لم نتعوّد عليه في كثير من المشروعات البلدية السابقة، والمواد المستخدمة كانت عالية الجودة، وتوفر وسائل السلامة، وخاصة لدى ملاعب الأطفال ما لفت انتباهي. شكرًا لمعالي الأمين، ووكيله على تذليل كافة المعوّقات، وحرصهم، وإشرافهم المستمر حتى يتم التنفيذ بأعلى جودة. وسوف تمثل الواجهة البحرية أحد المعالم الحضرية والسياحية المهمّة في مدينة جدة، وهي ستشكّل مرفقًا ترفيهيًّا مهمًّا للمقيمين، والزوّار، وعندما يرفع الستار سيندهش الجميع من روعة التصميم، ودقة التنفيذ.