Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

فعلًا.. رب ضارة نافعة

فعلًا رب ضارة نافعة.. لم يتوقع أعداء مصر والسعودية أن تهب قيادات مصر بمختلف فئاتها وألوانها لتدين ما أقدم عليه البعض من متظاهرين وعاملين في المجال الإعلامي بمصر من تجنٍ على المملكة وشعبها..

A A
فعلًا رب ضارة نافعة.. لم يتوقع أعداء مصر والسعودية أن تهب قيادات مصر بمختلف فئاتها وألوانها لتدين ما أقدم عليه البعض من متظاهرين وعاملين في المجال الإعلامي بمصر من تجنٍ على المملكة وشعبها.. فالوفد المصري الذي وصل الرياض والتقى بالعاهل السعودي عبّر علنًا بوضوح وصراحة عن استنكاره لبعض المواقف والأحاديث من قِبَل البعض، وأكد أن العلاقات الأخوية الصادقة بين الشعبين أبعد ما تكون عن هذه الأحداث.
لم يستوعب البعض أن الحرية تعني المسؤولية، فتحولت بعض الساحات الإعلامية إلى فوضى أساءت إلى مصر حيث استغل هذا البعض مساحة الحرية التي توفرت لتنفيذ أجندات أجنبية مدفوعة الأجر وتحقيق مصالح ذاتية، حتى وإن تعارضت مع مصالح البلاد والعباد.. وسعى هؤلاء الإعلاميون إلى تهييج الشارع وإثارته بشكل لم يكن مسبوقًا من قبل بهذه الصورة.. وعمت فوضى انشغلت القيادات السياسية والاجتماعية عنها بقضايا وأمور أخرى.
استدعاء السفير السعودي إلى المملكة وإقفال القنصليات السعودية بمصر أدى إلى تنبيه القيادات المصرية إلى أن بلدهم تتعرض للخطر فكان أن التقوا على صوت واحد وتكتلوا من أجل الدفاع عن مصلحة مصر في المحافظة على علاقات الصداقة والأخوة مع المملكة العربية السعودية وحرمان تلك الفئة من إدخال مصر في دوامة من الأخطاء في علاقاتها مع أهم دولة عربية صديقة للقاهرة وهي السعودية.
ومن المؤكد أن أقرب البلاد إلى قلب الغالبية العظمى من السعوديين هي مصر، كما أن المصريين يشعرون بالحب والود تجاه أشقائهم السعوديين، أضف إلى أن المصالح المتبادلة بين البلدين لا تجعل مجالًا للقبول بأن يسيء أي فرد أو مجموعة إلى مشاعر أبناء أي من البلدين، لذا كنا نتألم ونحن نشاهد ونسمع ما يردده إعلاميون لم يعرفوا معنى الحرية المسؤولة في نقل المعلومة والأمانة في تحليلها والتعليق عليها.
الوعي بأن الحرية مسؤولية كان مطلوبًا لتجاوز الأزمة التي فجرتها بعض وسائل الإعلام المصرية جديدها وقديمها.. وكان خادم الحرمين الشريفين خلال زيارة الوفد الشعبي المصري له في الرياض دقيقًا وهو يصف العلاقة بين البلدين بالقول: «إن التاريخ المشترك بين البلدين ليس صفحة عابرة يمكن لأي كائن من كان أن يعبث بها.. بل هو بالنسبة لنا أولوية لا تقبل الجدل أو المساومة عليها، أو السماح لأي فعل أن يلغيها أو يهمشها».
ومن جانبه عبر رئيس مجلس الشعب المصري، الدكتور محمد سعد الكتاتني، عن هذه العلاقة بالقول في خطاب له أمام العاهل السعودي: «إن الشعب المصري يكن تحية إعزاز وتقدير للمملكة العربية السعودية التي وقفت معه في المواقف التي كان يحتاج فيها لدعم الأصدقاء، ولقد وقفت المملكة بقيادة الملك فيصل في حينه في حرب 73 مع أشقائهم في مصر، وكان لهذا الدعم أثر بالغ في سير المعركة مع العدو الصهيوني، وأيضًا بعد ثورة 25 يناير كانت المملكة من أوائل المبادرين بالدعم لأشقائهم بمصر».
الأزمة الأخيرة فيما يتعلق بالسفارة السعودية في القاهرة أدت إلى إعلان المشاعر الحقيقية للشعب المصري تجاه المملكة العربية السعودية وشعبها.. والوفد المصري الذي زار العاهل السعودي في الرياض مثل شرائح واسعة وعديدة من الشعب المصري وكانت خطوة مباركة لتأكيد ما هو واقع فعلًا من حب وود واحترام فيما بين الشعبين.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store