Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

العراق.. في ظل المالكي!!

يلتقي الإيرانيون في بغداد يوم 23 مايو (غدًا الأربعاء) مع مجموعة الدول الكبرى، التي تحاورهم حول البرنامج الإيراني..

A A
يلتقي الإيرانيون في بغداد يوم 23 مايو (غدًا الأربعاء) مع مجموعة الدول الكبرى، التي تحاورهم حول البرنامج الإيراني.. وكانت طهران هي التي اقترحت من سابق أن يكون اجتماعها مع محاوريها في بغداد، مستهدفة كما يبدو دعم حليفها رئيس وزراء العراق نوري المالكي، الذي يسعى للفوز بولاية ثالثة لرئاسة الحكومة العراقية.. وإعطاؤه دورًا للقيام بوساطة فيما بينها وأمريكا للتوصل إلى حل وسط لقضية تطويرها لقواها النووية.
ومن الواضح أن أمريكا ما زالت تدعم المالكي وتسعى إلى إبقائه على رأس السلطة في العراق بالرغم الدور الطائفي الذي يقوم به في حكم البلاد وإثارة النعرات وحملاته ضد الجماعات السنية العراقية بما فيهم الأكراد.. فأوباما، الرئيس الأمريكي، حرص على الاتصال هاتفيًا بالمالكي شخصيًا عشية زيارة الزعيم الكردي مسعود البرازاني للبيت الأبيض، الشهر الماضي، لتأكيد دعمه له، بالإضافة إلى مساندة الأمريكيين له لتولي رئاسة الوزارة قبل انسحابهم من العراق في ديسمبر الماضي.
المشكلة التي يواجهها العراق في ظل المالكي أنه يطبق سياسات طائفية لا تخدم الاستقرار، كما أنه يسعى للاستئثار بالسلطة حتى على حساب حلفائه من طائفته.. فهو سيطر على القوات الخاصة، وتمكن من تجميع القوات الأمنية لمختلف المناطق تحت إشرافه، وأعلن نفسه قائدًا أعلى للقوات المسلحة، وملأ المناصب العسكرية والاستخباراتية العليا برجاله، وما أن انسحبت القوات الأمريكية حتى أرسل الدبابات لتحيط بمناطق سكن القيادات السنية البارزة ومن ضمنها نائب رئيس الجمهورية، الهاشمي، ونائب رئيس الوزراء، المطلق.. وتلا ذلك ملاحقته القيادات السنية واتهامها بالإرهاب.
عجز المالكي عن أن يكسب ثقة الدول العربية المجاورة وتركيا (عدا سوريا) لاتباعه سياسات طائفية لا تشكل خطرًا على وحدة العراق فحسب بل تعتبر خطرًا على الاستقرار بالنسبة لدول الجوار باستثناء رعاته في طهران.. وكان مقتدى الصدر، الزعيم الديني الشيعي البارز، أحد مؤيديه وداعميه، ولكنه تنكر له أيضًا وتبني جماعات منشقة عن التيار الصدري وجيش المهدي رفضت دعوة الصدر عام 2007 لوقف نشاط جيش المهدي العسكري وتمردوا ضمن تنظيم «عصائب أهل الحق» الذي كشف عن قيامهم بتصفيات طائفية ضد السنة بين العامين 2006 و2008م.
ومن الواضح أن إيران تضغط على مقتدى الصدر لئلا يقوم بسحب الثقة من المالكي عبر البرلمان الذي يمثله فيه أربعين عضوًا وسحب وزرائه السبعة من الحكومة والذي هدد به مؤخرًا في بيان مشترك مع إياد علاوي نشر في صحيفة عراقية.. ويسعى المالكي إلى استخدام «العصائب» لإنجاح مؤيديه في المرحلة المقبلة، خاصة في انتخابات مجالس المحافظات المتوقع إجراؤها العام القادم، تهيئة لفوزه بالولاية الثالثة لرئاسة الحكومة العراقية.
نحن نتمنى عودة الاستقرار لهذا البلد العربي الكبير بشعبه وتراثه.. وليس من المعقول أن يسقط ديكتاتور ليأتي ديكتاتور آخر ليحل محله، ولا أن تعيش البلاد كل هذه السنين الطويلة من اللا استقرار في ظل الاحتلال، ثم تسقط مرة أخرى في ظل اللا استقرار بسبب سياسات طائفية بغيضة.. وإذا كان السيد نوري المالكي هو الداء، فلربما يكون هو الدواء أيضا، فيما إذا تولى إحداث تغيير فعلي في سياسته الداخلية تجنب العراقيين المعاناة الشديدة التي يعيشونها، ويوحد صفوف مواطنيه تحت راية عراق واحد بعيدًا عن الشعارات الطائفية، بمختلف مسمياتها أكانت محاربة فلول البعث أو الإرهاب، والابتعاد بقدر المستطاع عن التأثير الإيراني الذي ساعد على إبقاء العراق مضطربًا وغير آمن.. وبدون أن يتحول المالكي إلى أن يكون دواءً سيعيش العراق مأساة تقسيم وانقسام ومزيدًا من المآسي.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store