الرجل الذي خسرناه !

مفهوم الأمير نايف بن عبد العزيز للأمن الوطني كان مفهوماً شاملاً ، وسعى إلى تحقيق الأمن للوطن لا بفرض العقوبة المناسبة فحسب بل والسعى إلى درء المخاطر ونشر الوعي العام بحيث لا يقع المواطن فريسة لعوامل الهدم والتخريب الداخلية والخارجية 00 وكان واسع الأفق يهتم بتحقيق الأمن الشامل للوطن عبر إشرافه على هيئات ومؤسسات من أبرزها المجلس الأعلى للإعلام الذي تولى رئاسته وإدارته لعدد من السنين .. وساهم بشكل مباشر وغير مباشر في تطوير الإقتصاد وتنميته .
ومن أبرز ما يدل على إهتماماته تلك الكراسي العلمية التي أنشأها ووجهها في عدد من الجامعات السعودية ،
ومنها كرسي الأمير نايف لدراسات الأمن الفكري في جامعة الملك سعود ، وكرسي الأمير نايف لدراسات الوحدة الوطنيه في جامعة الإمام ، وكرسي الأمير نايف للقيم الأخلاقية في جامعة الملك عبد العزيز، وكرسي الأمير نايف لتنمية الشباب في جامعة الأمير محمد بن فهد في المنطقة الشرقية ، ومركز الأمير نايف بن عبد العزيز العالمي للثقافة والعلوم في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في المنطقة الشرقية .
وتعرضت المملكة لعواصف أمنية عديدة في الفترة التي تولى خلالها الأمير نايف مسئولية المحافظة على استقرارها ..
أكانت تلك الهزات بسبب المخاطر الإيرانية الحقيقية المتمثلة في أحلام ( تصدير الثورة ) بالمفهوم الإيراني إلى دول الخليج العربي ، أو إلى الأطماع المتعاظمة لصدام حسين العراق الذي سعى إلى تحويل طموحاته إلى مغامرات خارج حدود العراق ..
أو أرهاب القاعدة المتواصل منذ إنتهاء حرب أفغانستان ضد الاحتلال السوفيتي لها وحتى إنتقال عناصر من هذه القاعدة إلى جبال وسفوح اليمن .. ونجح في مواجهة هذه العواصف والقضاء أو السيطره على مخاطرها .
ماتميز به مفهوم الأمن لنايف بن عبد العزيز الشمولية في النظرة ومعالجته ، وإحتواء المخاطر من حيث جاءت أكان من العمالة الوافدة التي سعى إلى تنظيم دخولها وخروجها وإقامتها داخل البلاد ، أو المخاطر الإقتصادية حيث وفر جواً من الاستقرار تمكن الإقتصاد بفضله من النمو والتوسع والتحول إلى قوة إقتصادية سعودية قوية في المنطقة.. وحارب الإدمان والتسيب والبطالة والفقر والحاجة عبر أدوات وأجهزة كان له دور رئيسي في إنشائها وتوجيهها وإدارتها ..
كما حظيت الثقافة والإعلام بإهتمام كبير منه وشمل تواصله مع الإعلاميين والمثقفين رعايتهم وتوجيههم.
نايف بن عبد العزيز كان أحــــــــد أعمدة الأمــن والتطوير في هذه البلاد ، أهتم برعاية الإنسان السعودي وسعى إلى رفــع راية المملكة في كل مؤتمر كان يحضره ويكون الشخص البارز الحكيم فيه ..
وأشــــــرف على مسيرة الحج والعمره بشكل
وفر للمعتمرين والحجاج من مختلف أنحاء العالم سهولة وانسيابية أدائهــم لمناسكهم في ظل جو آمن مستقر .
رحمك الله يا نايف بن عبد العزيز ، لقد فقدت البلاد برحيلك رجــلاً كبيراً بأدائه وفكره وحكمته .. وإن كنـت خلفت لها مدرســـــة أمنية متميزة بشموليتها ونجاحها
وأعتزاز المواطن الذي تحقق له الاستقرار بفضلها ، إعتزازه بها ، وتقديره لك على ما فعلته لصالحه .. ولن ينسى أبناء الوطن ما قدمته لهــذه البلاد مــــن مؤســـسات
ستبقى رمزاً لكفاءتك وحنكتك لسنين طويلة قادمة بإذن الله تعالى .