Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

رئيس مصر الجديد .. وتحدياته !

شاهدت لقاء تلفزيونياً مع اللواء محمد العصار واللواء محمود حجازي، عضوي المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية ، قبل يومين من تنصيب الرئيس محمد مرسي رئيساً لمصر ..

A A
شاهدت لقاء تلفزيونياً مع اللواء محمد العصار واللواء محمود حجازي، عضوي المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية ، قبل يومين من تنصيب الرئيس محمد مرسي رئيساً لمصر .. أدار اللقاء عماد الدين أديب في برنامجه الحواري الجديد على إحدى القنوات التلفزيونية الخاصة التي برزت ضمن مجموعة كبيرة من القنوات الأخرى بعد أحداث ثورة الشباب في مصر الأخيرة ..
وخرجت من الحوار المطول الذي جرى خلال هذا اللقاء مع محاور يعتبر من أكثر المحاورين العرب قدرة على إدارة الحوارات السياسية الحساسة ومن أكثرهم كفاءة ، خرجت بنتيجة مفادها أن هناك أزمة عدم فهم فيما بين المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي تولى صلاحيات مجلس الشعب بعد حلّه مؤخراً ، وبين قطاعات عديدة من الجماعات السياسية التي تمتطي شعار ثورة يناير 2011 .
الجماعات السياسية تريد أن تصل إلى السلطة ولا تتوفر لها أدوات الوصول اليها ، عدا جماعة الإخوان المسلمين وحزبها السياسي ، بينما المجلس الأعلى ضاق صدراً بمن يريدون الوصول إلى السلطة بدون استخدام أدواتها الشرعية والنظامية ، ويخشى أن ينعكس الأمر فوضى تفلت فيها الأمور ويتحول النظام في البلد إلى فريسة لمن يراهم العسكريون ذوي نوايا سيئة .. ولا يرغب العسكر في مواجهة مع الجماعات السياسية الناقمة عليهم ، ولكنهم لا يرغبون في الاستسلام لهذه الجماعات .
وأشار العسكريان إلى أن الجماعات الشبابية غير منظمة ، وأن القوات المسلحة المصرية أعلنت عن استعدادها لتقديم الدعم المالي لأي مجموعة شبابية ترغب في تنظيم نفسها ، والعمل في الساحة السياسية .. إلا أنه يبدو أن الشباب الذين يخرجون إلى ميدان التحرير وينشطون في الحوار عبر أدوات التواصل الإجتماعي ، عاجزون عن توحيد صفوفهم والدخول في جبهة واحدة ، مما أصابهم بالإحباط الذي تحول إلى مشاعر سلبية في مواجهة المتغيرات والمتطلبات السياسية لمرحلة ما بعد سقوط حسني مبارك .
ويجد الرئيس محمد مرسي أمامه مهمة صعبة تتمثل في إقناع المتشككين بأنه لا توجد أي مؤامرة فيما بين المجلس والإخوان وأن التعبير عن احترام القانون والسعي لاتباع الأساليب النظامية والقانونية لتغيير الأمور ليس خيانة .. وقد بدا واضحاً من خطابات تنصيبه رئيساً ، بما فيها خطابه في ميدان التحرير أن الرئيس الجديد لمصر يوجه رسائل تصالحية إلى الجميع ، بما في ذلك المجلس الأعلى للقوات المسلحة وأجهزة القضاء في الدولة ، ومثل هذا الخطاب غير مرحب به من المجموعات الثورية التي تنادي بالتغيير الكامل والشامل ، وتسعى إلى التصادم مع المجلس الأعلى وتطالب بإعادة المحاكمات لرموز النظام السابق وتغيير رجال القضاء وفرض القانون الثوري كما يرونه محل القوانين القائمة .
المهمة التي يواجهها الرئيس محمد مرسي مهمة صعبة ، فهو أتى في ظرف انتقالي صعب جداً ، كما أنه تولى سلطة الرئاسة بدون أن يكون معروفاً ما هي صلاحيات الرئيس وبينما لازال مجلس الشورى قائماً فإن مجلس الشعب قد جرى حله ولا يعرف حتى الآن فيما إذا كان القضاء سيعيده ناقصاً الثلث المختلف عليه أم أنه سيبقيه مغيباً ويتيح الفرصة لانتخابات تشريعية جديدة .
الرئيس المصري الجديد انطلق في روح تصالحية مع الداخل والخارج .. ولكن هذا لن يكفي بل لابد من خطوات عملية تؤكد نواياه التصالحية وعدم سطوة جماعة الإخوان المسلمين الذين رشحوه للرئاسة عليه وعلى قراراته على حساب البلاد .
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store