توقفنا في الأسبوع الفارط عند التقرير الثالث للجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، والذي عرض لأوضاع حقوق الإنسان في المملكة بالشفافية الممكنة. واستوقفنا في ذلك التقرير الملحوظات الـ(9) التي رصدها التقرير عن وزارة الشؤون الاجتماعية الواردة في ص52، والتي ذُيلت بأمل الجمعية بأن تبادر وزارة الشؤون الاجتماعية إلى معالجة الملحوظات، وتصويب الانحرافات. وجاء في السياق أن الجمعية تأمل في أن يكون هناك حرص على حسن اختيار القائمين على هذه الدور والمؤسسات، بحيث يجمعون بين الكفاية المهنية، والتعامل الإنساني.
واليوم تستوقفنا الملحوظات الـ(9) الواردة في التقرير ص49 عن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي الجهاز الذي أوكلت له -بحسب نظامها- حماية الشريعة، معتقدًا وممارسةً، من خلال تطبيق هذه الشعيرة، ولكن بحضارية لا تفرغ هذه الشعيرة من محتواها الإيجابي!! فما حصل من مطاردة في منطقة بلجرشي مؤخرًا؛ بحجة الأمر بالمعروف، أفضت -للأسف الشديد- إلى كارثة إنسانية كبرى، بل إلى منكر عظيم تمثل في إزهاق روح بريئة!! فكأنما تحاول إزالة منكر بمنكر أكبر وأخطر!! لقد سجل تقرير حقوق الإنسان عددًا من التجاوزات الخطيرة في (ص49) في حق الهيئة، والتي كان أحدها التجاوز رقم (7) «المطاردة لبعض الحالات على الرغم من صدور تعميم بمنعها».
ولعلّ الأمر المثير للاستغراب أن تقوم الهيئة بالمطاردة، وكأنها جهاز أمني مخوّل، رغم أن أجهزة الأمن هي الأخرى لا يمكن أن تطارد إلاَّ في أضيق الحدود، وتحت ظروف معيّنة، وبموافقات مسبقة ومنسقة!
إن مقولة «إن أهل الحسبة لا يُحاسبون»، والتي يرددها البعض ينبغي أن نحتاط لتداعياتها. فالمحتسبون غير معصومين، وعليه فهم عرضة للمحاسبة.. أفلا يُحاسبون؟ والله المستعان.
أفلا يُحاسبون؟!
تاريخ النشر: 22 يوليو 2012 04:38 KSA
توقفنا في الأسبوع الفارط عند التقرير الثالث للجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، والذي عرض لأوضاع حقوق الإنسان في المملكة بالشفافية الممكنة.
A A