تتعدد مشارب الفوز في حياتنا وتختلف مكانتها من شخص لآخر، فهناك من يتغنى بفوز فريق على آخر وهو الفوز الذي تنشده الجماهير الرياضية، ويعتقد أنه هو الفوز الأهم لديه، وآخر يرى أن الفوز الحقيقي له هو تحقيق النجاح تلو الآخر والوصول إلى قمة مبتغاه، واللاعب يهمه تحقيق الفوز وأن يتقدم فريقه في المنافسات وتحقيق البطولات وهناك من ينظر للفوز على أنه كسب الصفقات المالية، وأنه لو أفلح فيها وانتصر على منافسيه فإنه الفوز الذي كان يبحث عنه، ورابع وخامس يرى أن الفوز لديه تفوقه على أقرانه في لعبة ما، وعلى سبيل المثال التغلب على من يقابله في لعبة البلوت، وهكذا دواليك تسير حياة بعض الناس لا هم لهم إلا تحقيق هذا الفوز الذي يرضي نهمهم ولا تنتهي مثل هذه الرغبات عند حد معين بل إنها تزيد، مع رغبات مختلفة، لكن هل هذا فعلاً هو الفوز الحقيقي لكل صاحب رغبة أم أن هناك فوزًا آخر أهم له مواصفات معينة، والجميع محتاج اليه ؟
إن الإجابة عن مثل هذا السؤال تحمل في طياتها الكثير من تباشير الفرح والسرور، فالفوز الحقيقي تكتحل العيون به وتأنس النفوس به دونما نهاية وليس لفرحة وقتية تنتهي بنهاية الحدث بل إنه فوز يحتوي على أطيب الكلام وعلى نبل الأخلاق وأنس الوحشة، الخطى إليه تتواصل والدموع لبلوغ الغاية تسيل، نجد العجب العجاب إذ قصدناه عن رغبة وحب وحرص، ونتألم إذا فقدناه أيما ألم، إن فوزًا يرفع همة صاحبه ويعليها عند ربه هو الفوز الأعظم الذي ينبغي أن يكون العمل له ليل نهار، فهذا الفوز يتنافس عليه المتنافسون، وهذه الأيام من أعظم سبل الفوز المتاحة التنافس على الخير في رمضان وخصوصًا فيما تبقى منه، وأن يستمر عليه إلى مابعد رمضان ولمثله فيلعمل العاملون فهناك من ينفق في أوجه الخير لكي يفوز وينال رضا الله، يقول صلى الله عليه وسلم :''ينزل ملكان كل صباح فيقول أحدهما اللهم أعط منفقًا خلفًا، ويقول الآخر اللهم أعط ممسكًا تلفًا'' فالذي يبحث عن الفوز الأخروي فهو يبذل جهده ليحظى بهذا الدعاء أما الممسك الذي أعطاه الله المال ويبخل عليه فقد أصابته دعوة الملك اللهم أعط ممسكًا تلفًا، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: ''ما نقص مال من صدقة'' وأوجه الفوز في أعمال البر والخير كثيرة ومتعددة ومتحققة عند الله إذا أخلص الإنسان العمل لله ولم يداخله العجب أو الرياء فهو بإذن الله قد ربح وأصبح من الفائزين إن شاء الله والأمثلة كثيرة على سبل الفوز نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعاً لكل خير وأن يجعلنا من الفائزين.
تمريرات سريعة
ـ الفوز الحقيقي كما قال ربنا سبحانه وتعالى ''والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون، ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون '' الأعراف : 8 ـ .9
ـ النظرة للأمور بمقياس الدنيا قد يحرم الإنسان الفوز الحقيقي الذي يحتاج إليه كل فرد منا.
الفائزون
تاريخ النشر: 03 أغسطس 2012 00:48 KSA
تتعدد مشارب الفوز في حياتنا وتختلف مكانتها من شخص لآخر، فهناك من يتغنى بفوز فريق على آخر وهو الفوز الذي تنشده الجماهير الرياضية، ويعتقد أنه هو الفوز الأهم لديه، وآخر يرى أن الفوز الحقيقي له هو تحقي
A A