Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

لا الإخوان هم الحل.. ولا الضربة ستنفع!!

هاتفني صديق من البحرين، منذ بضعة أسابيع، يسألني رأيي فيما إذا كان الأمريكيون أو الإسرائيليون أو الاثنان معًا سيُوجّهون ضربة عسكرية لإيران، خاصة أن الحشد العسكري الأمريكي يكاد يكتمل، والتصعيد الإعلامي

A A
هاتفني صديق من البحرين، منذ بضعة أسابيع، يسألني رأيي فيما إذا كان الأمريكيون أو الإسرائيليون أو الاثنان معًا سيُوجّهون ضربة عسكرية لإيران، خاصة أن الحشد العسكري الأمريكي يكاد يكتمل، والتصعيد الإعلامي عن الضربة العسكرية القادمة قد وصل مداه.. وأجبته حينها أنني لا أعتقد أن هناك ضربة عسكرية قادمة ضد إيران، حتى وإن تواردت الأنباء من محللين وسياسيين أمريكيين عن قرب أو حتمية هذا الأمر.. ومرة أخرى يبدو اليوم أن التصعيد العسكري والإعلامي أصبح يُبشِّر بضربة قادمة قريبًا جدًا لإيران ومنشآتها النووية وسط تصريحات متناقضة كالعادة لقادة عسكريين وسياسيين يطالبون بالتعجيل بشن الضربة العسكرية الوقائية التي يتحدثون عنها، وآخرون يُحذِّرون من التسرع وإرسال الطائرات والصواريخ لضرب المواقع النووية الإيرانية.. إلا أنني ما زلت أعتقد أن الأمريكيين لا ينوون توجيه هذه الضربة العسكرية قريبًا، وليس من المؤكد أن تكون هناك نية حقيقية للقيام بأعمال عسكرية من هذا النوع ضد إيران.
وحتى يتم القبول بأن هناك نية للقيام بمثل هذه الضربة العسكرية؛ فإن الإدارة الأمريكية، حتى وإن كانت جمهورية، بحاجة إلى استفزاز إيراني لها، أكبر من مجرد المضي في إنتاج سلاحها النووي وإنكار ذلك، حتى يقتنع الرأي العام في أمريكا بأن العمل العسكري ضرورة فعلًا.. كما أن إسرائيل ستجد نفسها تحارب في جبهتين إن هي أرسلت طائراتها إلى إيران، حيث ستكون الجبهة الأخرى التي سوف تسبب القلق لها هي الجبهة اللبنانية، إذ سيجد (حزب الله) أن عليه استخدام ترسانته العسكرية، التي زوده الإيرانيون بها، لإشغال الإسرائيليين عن التفرغ للجبهة مع إيران.
ومن الملاحظ أن هناك عدة مدارس حول هذا الموضوع في مراكز الأبحاث الأمريكية ومواقع صنع القرار هناك.. فبينما يرى البعض أن الضربة العسكرية حتمية، نجد آخرين يرون عدم التسرع والسعي لإسقاط نظام الملالي من الداخل والتمهل انتظارًا لانهيار النظام نتيجة للحصار الاقتصادي ونشاط الجماعات المناوئة للنظام في الداخل.. ومن المدارس الأخرى من يرى أن صعود الإخوان المسلمين، وهم من المذهب السني، سيُؤدي إلى تصاعد الخلاف المذهبي الشيعي السني، بحيث ينشغل الجميع بهذا الخلاف بشكل يؤدي إلى مواجهات عسكرية بين الجماعتين السياسيتين تلك التي من المذهب السني وتتولى الحكم في دول (الربيع العربي) والأخرى إيران وتوابعها من المذهب الشيعي.. ومثل هذا الأمر تصور شديد السذاجة، ولا يمكن أن يقع بالشكل الذي يتخيله أصحاب هذه المدرسة.
أي مواجهة عسكرية لأمريكا مع إيران ستكون تكلفتها عالية جدًا، خاصة بالنسبة لدول الخليج، التي هددت إيران بضرب منشآتهم النفطية، وتدمير آبار البترول فيها.. لذا نجد دول الخليج مجمعة على رفض أي ضربة عسكرية لإيران وهي صادقة في رفضها.. ويرى الخليجيون أن هناك حلًا يرفض الأمريكيون النظر فيه بجدية ويتمثل في الاقتراح السعودي بإعلان منطقة الشرق الأوسط كاملة خالية من السلاح النووي، مما يجعل إسرائيل تتخلى عن سلاحها النووي، وحينها من المحتمل أن تلتزم إيران بالتخلي عن جهودها في هذا المجال، والعودة إلى المنظومة الدولية، للمساعدة في نشاطها النووي للأغراض السلمية.
من الصعب تصوّر حل للعناد الإيراني والحرب النفسية الأمريكية والإسرائيلية فيما يتعلق بالنشاط النووي الإيراني.. والصورة الأكثر ترجيحًا (حتى الآن) إنتاجها لقنبلة نووية ومواصلة أمريكا وحلفائها حصارهم الاقتصادي لها، وأن تسعى دول الشرق الأوسط الأخرى، أي الدول العربية وتركيا، إلى إنتاج قنابلها النووية.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store