Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

دليلك إلى مسيرة الانتخابات الرئاسية الأمريكية

الانتخابات الأمريكية مهمة بالنسبة لباقي العالم وليس لأمريكا وحدها..

A A
الانتخابات الأمريكية مهمة بالنسبة لباقي العالم وليس لأمريكا وحدها.. فهذه الدولة كانت العامل الأساسي الذي رجّح كفة حربين عالميتين، الأولى والثانية، وهي الدولة التي قدمت الحماية الكاملة للدولة الصهيونية القائمة على الأرض العربية، وهي كذلك الدولة التي أشعلت حربي أفغانستان والعراق وتقف وراء الكثير من الأحداث الجارية في منطقتنا، بينما يؤثر اقتصادها وعملتها (الدولار) على اقتصاديات العالم ابتداءً من الصين وانتهاءً بدول الخليج.. وعلى كل حال فلن يكون لأي عامل خارجي دور رئيسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.. إلا أن العالم سيتأثر بما يقرره الرئيس الجديد من قرارات في سياساته الخارجية والاقتصادية.. أكان أوباما مجدد أو رومني جديد.
لذا أجد من المفيد أن يعرف من قد يهمه الأمر، كيف تسير الانتخابات الرئاسية الأمريكية ومتى ستنتهي لارتباطها بأحداث منطقتنا وأبرزها الموقف من النشاط النووي الإيراني، وكذلك تطورات المأساة السورية وما شابهها.. وحيث إن انتخابات الرئاسة في أمريكا تتم كل أربع سنوات وكان آخرها عام 2008، وبالإمكان التجديد للرئيس لمرة واحده فقط، فإن أوباما الذي فاز في الانتخابات الرئاسية السابقة لديه فرصه للفوز عن الحزب الديمقراطي بالرئاسة لفترة ثانية، إن أقنع الناخبين بصلاحيته لذلك (عشرون فقط من ثلاثة وأربعين رئيسًا جرى إعادة انتخابهم)، وإلا فإن ميت رومني الذي اختاره الحزب الجمهوري سيكون الرئيس القادم لأمريكا، إذا تمكن من هزيمة أوباما.
ومنذ العام 1869، كان الرئيس الأمريكي إما من الحزب الديمقراطي أو الحزب الجمهوري، ويسيطر الحزبان، فيما بينهما، على (533) من مقاعد الكونجرس الـ(535).. وخلال الشهرين القادمين سنشاهد كلا من الرئيس باراك أوباما ومنافسه عن الحزب الجمهوري ميت رومني يتنقلان في مختلف أنحاء البلاد، في محاولة لإقناع الناخبين عبر الخطابات والإعلانات التلفزيونية وعلى الراديو وكذلك عبر الإنترنت لماذا يجب اختيار أحدهما.. وسيقوم المرشحان بمواجهة بعضهما في ثلاث مناظرات تلفزيونية خلال الشهر القادم أيام 3 و16 و22 أكتوبر.. بينما يواجه المرشحان لنيابة الرئيس أحدهما الآخر في مناظرة تلفزيونية يوم 11 أكتوبر.. وتساعد هذه المناظرات على ترجيح كفة أحد المرشحين بناءً على قدرته على إبراز إلمامه بالقضايا الداخلية والخارجية أفضل من المرشح الآخر.. ويذهب الناخبون يوم 6 نوفمبر لاختيار أحد المرشحين للرئاسة.
وبالإضافة إلى اختيار الرئيس، فإن الناخبين يختارون في نفس اليوم كامل أعضاء مجلس النواب وعددهم (435) وثلث أعضاء مجلس الشيوخ المكون من مائة عضو.. ويحتسب اختيار الرئيس على أساس عدد الممثلين الذين أفرزهم له الناخبون في كل ولاية، ويكون عدد الممثلين عن الولايات متناسبًا مع عدد السكان فيها، فولاية كاليفورنيا مثلًا الأكثر كثافة سكانية بين الولايات الأمريكية لها (55) صوتًا تمثيليًا في انتخابات الرئاسة ويمثلها عدد مماثل من الأعضاء في الكونجرس.. ولولاية وايومنج الأقل سكانًا ثلاثة أصوات وثلاثة أعضاء فقط.. وبالرغم من أن نتائج الانتخابات تكون معروفة نفس ليلة (6) نوفمبر أو اليوم التالي، إلا أن الفائز في الانتخابات، إذا لم يكن الرئيس الذي يعاد انتخابه، لا يتولى السلطة إلا منتصف ظهر يوم 20 يناير، حسبما نص عليه الدستور الأمريكي، ويقضي الأيام الخمسة والسبعين السابقة لتوليه المنصب في تشكيل حكومته وتسمية كبار العاملين في إدارته.
وللإحاطة فإن الانتخابات الرئاسية الأمريكية أكثر الأنشطة الانتخابية الرئاسية تكلفة في العالم، وتتصاعد التكلفة عن سابقتها بشكل كبير.. ففي عام 1976 صرف مرشحا الانتخابات الرئاسية حوالى 67 مليون دولار على حملتهما الانتخابية، وتصاعد هذا المبلغ ليصل في الانتخابات الرئاسية السابقة (عام 2008) إلى ألف وثلاثمائة مليون دولار.. وتشير التوقعات إلى أن يجري صرف ما يقرب من بليوني دولار خلال الحملة الرئاسية الحالية.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store