Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

إحنا بهدلنا أمريكا النهارده!!!

يجب أن نعترف بأن من أراد إظهار المسلمين بشكل سيئ قد نجح عبر استثارتهم بمقاطع من فيلم تافه وحقير استهدف المسلمين وعقيدتهم، وعكس مدى الكراهية التي يكنها البعض للمسلمين..

A A
يجب أن نعترف بأن من أراد إظهار المسلمين بشكل سيئ قد نجح عبر استثارتهم بمقاطع من فيلم تافه وحقير استهدف المسلمين وعقيدتهم، وعكس مدى الكراهية التي يكنها البعض للمسلمين.. وفشل العقلاء بيننا في توجيه مشاعر الغضب بالشارع عبر قنوات سلمية كان يمكن أن تكون لها تأثيرات إيجابية في أجهزة الإعلام التي تنقل الأحداث بحماس شديد.
أثارت ردود الأفعال في ليبيا ومصر وغيرها باراك أوباما، الرئيس الأمريكي، فسارع بالاتصال بالرئيس المصري، محمد مرسي، غاضبًا ومعاتبًا على ما لم يقله أو يفعله مرسي بعد مقتل السفير الأمريكي في ليبيا وبضعة من رجال السفارة على يد إرهابيين محسوبين على تيار الإسلام السياسي.. ومستغربًا دعوة الإخوان المسلمين في مصر إلى مليونية تؤدي إلى إثارة المشاعر والمزيد من أعمال العنف الموجهة إلى أمريكا والغرب.. وكان أن أعلن الرئيس مرسي عن شجبه لما جرى بشكل أكثر وضوحًا وإدانته لأعمال العنف التي استهدفت الأمريكيين وسارع خيرت الشاطر، أبرز قادة الإخوان المسلمين، الكتابة لصحيفة (النيويورك تايمز) شاجبًا ما حدث من أعمال عنف ومعبرًا عن عدم تحميل الحكومة الأمريكية والشعب الأمريكي مسؤولية أفعال أمريكيين أفراد حاقدين على الإسلام والمسلمين.. وجرى إلغاء المليونية الإخوانية وتعاملت أجهزة الأمن المصرية بحزم في مواجهة المظاهرات حول السفارة الأمريكية بالقاهرة.
من المؤسف أن المسلمين، بمن فيهم العرب، عجزوا حتى الآن عن فهم أن العنف لن يقود إلى قبول الآخرين بما يؤمنون به بل إنه يؤدي إلى خسائر لهم.. وأعجبتني تغريدة على «تويتر» يقول فيها أحد الإخوة المصريين: «إحنا بهدلنا أمريكا النهارده.. موّتنا واحد مصري وثلاثة توانسة وثلاثة يمنيين وسوداني.. هما لسّه شافوا حاجة».. لم يستوعب بعض المسلمين أن الفاشلين والحاقدين يسعون إلى استدراج غضبهم لتأكيد وصف المسلمين بالعنف.. بل أدى هذا الجهل الفاضح لدينا إلى أن يتحول كاتب مغمور وفاشل مثل سلمان رشدي، إلى نجم ساطع في أوروبا وأمريكا بعد أن أصدر الخوميني فتواه بقتله.. وأن يصبح قسًا أمريكيًا مغمورًا من إحدى قرى فلوريدا ضيفًا على المؤتمرات والبرامج التلفزيونية بعدما أثارت تمثيليته الغبية وتهديداته بحرق المصحف الشريف أعمال عنف في بعض الدول الإسلامية.. هؤلاء وغيرهم لم تسطع نجوميتهم لأنهم هاجموا الإسلام والمسلمين بل لأن ردود أفعال جماعات إسلامية أدت إلى لفت النظر إليهم وتسليط الأضواء عليهم.
الذين يريدون إيقاف هؤلاء الحاقدين الجهلة عن تصرفاتهم تجاه المسلمين والإسلام؛ عليهم أن يتعلموا مما فعله اليهود بأمريكا وأوروبا، حيث حولوا ازدراء اليهودية إلى جريمة يعاقب عليها القانون، والسخرية من اليهود إلى جريمة أخرى تدخل تحت باب معاداة السامية (وهي -أي السامية- صفة احتكرها اليهود لأنفسهم رغمًا عن أنها تشمل آخرين).. وقد نجح اليهود في استصدار التشريعات التي تحميهم بعد سنين من العمل الدؤوب المنظم وبتخطيط محكم، ولم تقم بذلك إسرائيل وإنما قامت به منظمات يهودية من داخل المجتمع الأمريكي والأوروبي.
ولن ينجح المسلمون في دفع المشرع الأمريكي إلى استصدار التشريعات المطلوبة إلا إذا عملوا كهيئات حقوق إنسان كمسلمين أمريكيين، بمن فيهم المسلمين السود، وبدون الاتكال على أي دولة إسلامية بل العمل داخل المجتمع الأمريكي كمواطنين أمريكيين لهم كامل حقوق المواطنة، وكذلك الأمر بالنسبة للتنظيمات الإسلامية في أوروبا، والتي يبدو أن عددًا منها ما زال عاجزًا عن فهم دوره في المجتمع الأوروبي الذي ينتمي إليه.. إنها مسيرة ليست سهلة ولا سريعة النتائج، ولكنها ستحقق المطلوب منها، شريطة رفع يد التطرف والتشدد عنها، والتصاقها بالمجتمع الأمريكي والأوروبي الذي تعيش فيه حماية لدينها وتراثها.. ولن يمنع هذا الشعوب الإسلامية من تنظيم المسيرات والاجتماعات بشكل سلمي لتكون عوامل ضغط عندما يتطلب الأمر ذلك.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store