عند إنجاز أي مشروع يهدف إلى خدمة المواطن، أصبح لدى هذا المواطن الدراية والخبرة الكافية على التحليل والتقييم، والكشف مبكرًا عن كم المخالفات والمشاكل التي يخلفها ذاك المشروع، وفي المقابل نراه يقف مكتوف الأيدي ويُجبر على أن يعاني سوء التصميم والتنفيذ في أي مشروع منها، ولم يبقَ أمامه سوى خيارين: إما أن يركب رأسه ويطرق الأبواب ويُقدِّم الشكوى تلو الأخرى علّه يجد من يسمع شكواه، وإما انه ينطح الجدران، وفي النهاية ما عليه إلا أن يستسلم ويبلعها على مضض.
كي لا أطيل الكلام، واختصارًا لما قد يأتي من مخالفات، أذكر منها على وجه الخصوص مشاريع الطرق والكباري، التي يكشف بعضها عن إصرار مُلح على تكرار نفس أخطاء سوء التصميم والتنفيذ في بعض المشاريع السابقة. وأخص الخصوص الملحة لهذا اليوم هو منعطف كبري الصالة الملكية الجديد، الذي يُشبه في تصميمه منعطفات حلقات السباق، والذي لا يمر يوم إلا ويشهد حادثًاً أشنع من الذي قبله، وآخرها انقلاب "ناقلة نفط" ظهر الأحد الماضي واحتراقها بالكامل.
ليته لم يكن.. قالها أحد المواطنين القاطنين في الحي الذي يخدمه ذاك المنعطف، لقد تملّكنا رهاب الكباري والمنعطفات!! فكلما اقتربنا منه نضع أيدينا على قلوبنا، تسبقنا تلاوة القرآن وترداد كلمة "يا لطيف يا لطيف"، ولكن الخوف في حال لو كان هناك مشاريع تنموية أخرى تسد الطرق وتغيّر مساراتها، و تضطرنا إلى هذا المنعطف، فنحن هنا أمام خيارين آخرين غير الخيارين السابقين: إما أن نختار أي منفذ آخر أكثر أماناً، حتى وإن بعدت مسافة الطريق بنا، أو أن نجنب سياراتنا ونصفها على جانب الطريق، وندخل الحي مشيًا على الأقدام، فنحن في غنىً عن خدمات تُرسلنا إلى الموت على حافة المنعطفات والكباري أو تحتها!!
خدمات ترسل الأرواح إلى الموت !!
تاريخ النشر: 21 سبتمبر 2012 00:35 KSA
عند إنجاز أي مشروع يهدف إلى خدمة المواطن، أصبح لدى هذا المواطن الدراية والخبرة الكافية على التحليل والتقييم، والكشف مبكرًا عن كم المخالفات والمشاكل التي يخلفها ذاك المشروع، وفي المقابل نراه يقف مكتوف
A A