* حياة أو موت.. عندما نقول الصحة المدرسية فهذا لا يعني أن تقتصر الرعاية الصحية للطالبة عبر برامج طبية وطبيبات زائرات ليوم أو يومين، فبعض المدارس تمر بالكثير من المواقف التي يقف أمامها الكادر التعليمي داخل المدرسة مكتوف الأيدي، خاصة حالات مريضات السكر والطالبات المصابات بالصرع، وقد تبلغ تلك الحالات مرحلة مُتقدِّمة من الخطورة، فماذا لو كانت داخل المدرسة؟! فالتواصل مع الأسرة أو الطبيبة المختصة في حينها قد لا يُجدي نفعًا، خاصّة إذا كانت سلامة الحالة ونجاتها مرهونة بين المسافة والزمن الذي يقطعه كل من ولي الأمر أو الطبيبة المختصة حتى يصل كل منهما أو أحدهما إلى المدرسة، ولكم أن تتخيّلوا الوضع لو لم ترد الأسرة على اتصال المدرسة.
* طالب بلا حقيبة.. عندما نقول طبّقنا التقنية المدرسية في مدارسنا، فهل يعني هذا «التقنية» المقتصرة على أجهزة تكثر أعطالها بسبب وبدون سبب!؟، أم أن المقصود منها هي الأجهزة التي زُوِّدت بها فقط إدارات التعليم والمدارس لتسهيل التعاملات الإلكترونية فيما بين المدارس والإدارات، وفيما بين الإدارات والوزارة فقط!!؟؟
غالبًا.. لم يكن نصيب الطالب من الصحة المدرسية إلا الاصطفاف في طابور طويل منتظرًا دوره في ظل رؤية غير واضحة، فلا هو قادرٌ على أن يُبصر أو يُميِّز ما يدور حوله، ولا هو قادرٌ –أيضًا- على أن يسمع ما يُقال له، اللهم إلا أن بصره تسمّر صوب الأجهزة الطبيّة، ثم التقدم خطوة أو خطوتين.
كما أن نصيبه من التقنية الحديثة داخل المدرسة لم يكن إلا كنصيب الظمآن الذي يرى الماء ولا يستطيع أن يَرِده، ليبقى دوره محصورًا في التلقي مع اختلاف المرسل!!.
مرصد..
علّمونا أهلونا أن الصبر مفتاح الفرج.. أيها الطالب انتظر في طابور الكشف الطبي حتى يحين دورك!! ولا تمل الانتظار في سبيل توفير سبورة إلكترونية لك، أو شاشات عرض ووسائط تعليمية أخرى.. وإلى ذلك الحين احمل الحقيبة على ظهرك.