Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الفيلم المسيء.. رب ضارة نافعة

رب ضارة نافعة، وكل ضارة في رأيي لا تخلو من النفع طالما أنها يمكن أن تنبهنا إلى أخطائنا.
الفيلم المسيء (براءة المسلمين) ينطبق عليه مضمون المقولة الشهيرة التي افتتحت بها مقالي.

A A
رب ضارة نافعة، وكل ضارة في رأيي لا تخلو من النفع طالما أنها يمكن أن تنبهنا إلى أخطائنا.
الفيلم المسيء (براءة المسلمين) ينطبق عليه مضمون المقولة الشهيرة التي افتتحت بها مقالي.
في رأيي أن الفيلم المسيء يمكن أن نستفيد منه إذا ما تحلّينا بالشجاعة الكافية وأخضعنا بعض السلوكيات التي راجت بيننا، لمعيار النقد المنصف.
على سبيل المثال فإن بعض القنوات العربية الفضائية الدينية، أخذت على عاتقها تسفيه معتقدات الآخرين بمن فيهم المسلم المختلف. فهل كنا وما زلنا بحاجة إلى أمثال هذا الفيلم الذي جرح مشاعرنا -كمسلمين- وأهان كرامتنا وسفه أحلامنا، لنُدرك مدى الأذى الذي يلحقه البعض منا بالآخر سواءً كان مسيحيًا أم مسلمًا مختلفًا عنّا؟!
لقد أمرنا الله تعالى بأن نحسن للمختلف الذي لا يعتدي علينا، وأمرنا بألا نُسفّه معتقدات غيرنا ونبهنا إلى أن ذلك سوف يرتد علينا، فهل نحن متمسكون بهذا التوجيه الرباني في التعامل مع الآخر: (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) الأنعام..!
لن أستغرب لو اجتهد المجتهدون الذين احترفوا قراءة ما بين السطور، وتوصلوا إلى أنني أقصد بكلامي هذا وضع حد للدعوة للإسلام.. وهذا غير صحيح بالمرة.. فأنا مع الدعوة للإسلام قلبًا وقالبًا، لكنني لا أرى تسفيه معتقدات الآخرين سبيلًا للدعوة التي ربطها الله سبحانه وتعالى بشروط صارمة (ادْعُ إلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) النحل..!
وبالتأكيد فإن تسفيه معتقدات الآخرين لا يدخل ضمن الشروط التي وردت في النص القرآني سالف الذكر.
إن من يتابع ما يرد في بعض هذه القنوات عن المسيحية والمسيحيين، سيتأكد من أن بعضنا هو من يمنح الفرصة لكل الحاقدين والموتورين لكي يهاجموا الإسلام ممثلًا في شخص نبيّه الأعظم عليه وآله الصلاة والسلام.
لكن هل هذا هو كل شيء؟!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store