Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مَن يدري؟!

بغض النظر عن أية اعتبارات أخرى، فإن موقف جمهورية روسيا الاتحادية من الفيلم المسيء (براءة المسلمين) الذي تم حظر عرضه هناك بناءً على حكم قضائي، هو موقف يستحق الإشادة والشكر والتنويه.

A A
بغض النظر عن أية اعتبارات أخرى، فإن موقف جمهورية روسيا الاتحادية من الفيلم المسيء (براءة المسلمين) الذي تم حظر عرضه هناك بناءً على حكم قضائي، هو موقف يستحق الإشادة والشكر والتنويه.
الموقف الروسي لا يمكن تسجيله إلاَّ ضمن خانة الحرص على احترام الإسلام، وتقدير مشاعر المسلمين. وهو ما يستوجب منا التقدير، خصوصًا بعد إصرار الغرب على تجاهل كل ما في الفيلم من إهانات، وتحريض على الكراهية، وحضٍّ على العدوان على جميع المسلمين.
قد يقول قائل إنَّ روسيا لا تستحق الشكر ولا التقدير؛ نظرًا لموقفها من الأزمة في سوريا. وهو كلام يحتوي على خلطٍ ناتجٍ عن الانفعال الذي قد يصل إلى مرحلة التشنّج. الروس دعموا -ولا زالوا يدعمون- نظام البعث الديكتاتوري الدموي في دمشق، وهذه نقطة تؤخذ عليهم بلا شك، لكن الموقف الروسي من الأزمة في سوريا ليس له علاقة بالاعتبارات الأخلاقية، بقدر ما له علاقة بالمصالح الحيوية والإستراتيجية التي تخصُّ روسيا في هذه المنطقة من العالم. وهو ما يجب أن نفهمه جيدًا حتى لا نخلط الحابل بالنابل، ونساوي بين ما يتعلّق بالسياسة، وما يتعلّق بالمبادئ والقيم.
أنا لا أحاول هنا أن أبرر الموقف الروسي تجاه الأزمة في سوريا.. الموقف الروسي من هذه القضية يستحق الإدانة، لكن هل تنفرد روسيا دون باقي الدول العظمى الأخرى بالمواقف المنحازة؟ ماذا عن دعم أمريكا المطلق للكيان الصهيوني، واستخدامها حق الفيتو مرات عديدة للحيلولة دون صدور قرار أممي لا يحتوي إلاّ على إدانة سلبية -لا علاقة لها بالفصل السابع- لسلوكيات العدو فيما يتعلق بالاحتلال، وحق اللاجئين في العودة، ومصادرة الأراضي، والاستيطان، وممارسة سياسة العقاب الجماعي بحق الفلسطينيين، وتجويع مليون ونصف المليون منهم، واستهداف المدنيين بالأسلحة المحرمة دوليًّا، واستمرار العمل بقانون الاعتقال الإداري، وتهويد القدس.. إلى آخره؟!
قد يؤدّي شكر العرب والمسلمين للروس إلى إعادة النظر في موقفهم من الأزمة السورية.. مَن يدري؟!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store