Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

هل تلد فاجعة تالا وفرح دور حضانة ؟!

(تالا) الشهري و(فرح) قنديل غصنان رطيبان كانا يشيعان الفرح والسرور اغتالتهما يد الغدر والخيانة فكانت الكارثة، وكانت المأساة، وكان الظهور البارز للقصور في وجود دور حضانات أطفال منظمة مأمونة.

A A
(تالا) الشهري و(فرح) قنديل غصنان رطيبان كانا يشيعان الفرح والسرور اغتالتهما يد الغدر والخيانة فكانت الكارثة، وكانت المأساة، وكان الظهور البارز للقصور في وجود دور حضانات أطفال منظمة مأمونة.
أكاد أجزم أن (تالا) قابلت ساطور الخادمة الإندونيسية القاتلة ببسمة طفولة، بل قد تكون سبقتها إلى غرفة نوم أمها ظنًا أنها ستلاعبها أو تعطيها ألعابًا، وما درت وهي ببراءة الطفولة أن الغرفة ستكون موضع نحرها من قلب لا يعرف الرحمة، ويد آثمة تمسك ساطور الذبح ويمتع عينها حمرة الدم.
وكانت الجريمة الثانية وهي رحيل (فرح) وهي تثرثر بألفاظ الطفولة على أبيها في سيارته ليوصلها لمنزله حين اصطدم بسيارته والد (تالا) المفجوع بذبح صغيرته ولم ير الأرض أرضًا، ولا السماء سماء، ولا الطريق طريقًا، ولولا أن فجاءة المأساة قادته لأن يقود سيارته وهو في الوضع الإنساني، لأبلغ أحد زملائه ليوصله، ولكنه القدر، ووقعت المأساة التي أدت إلى موت والد فرح ثم فرح فكانت مأساة إثر مأساة.
أم (تالا) المفجوعة ليس برحيل صغيرتها فحسب بل برحيلها بهذه القتلة المفجعة التي مزقت كل قلب رحيم فضلًا عن قلب الأم، هذه الأم لم تجد بدًا من أن تترك طفلتها ذات الأربعة الأعوام عند عاملة منزلية بحثًا عن لقمة العيش، فالأم عندنا تبحث عن لقمة عيش كريم، وتتحمل عبء تربية أطفال صغار، وتبحث عن مخرج يجمع بينهما، فلم يكن غير خادمة غادرة لعدم وجود دور حضانة لأبناء العاملات في المؤسسات الحكومية تؤمِّن الأمن للأطفال وتطمئن الأم أن وليدها في مكان آمن تحت رعاية حاضنات متخصصات في مكان مجهز بكل وسائل الراحة للأطفال.
أهمية دور الحضانة لأبناء وبنات العاملات لا تقل عن أهمية وجود المدرسة الابتدائية، وهو لا يكلف أكثر من وجود دار حضانة في كل مدرسة أو مؤسسة يعمل فيها عدد من الموظفات، فهل ستكون المأساة سببًا لوجود دور حضانة، وهل ستولد من رحم المأساة؟
دار الحضانة لا تقتصر على الأمان وهو المطلب الأهم بل تشمل التربية السليمة، والرعاية الأمينة، وتعطي الأم فرصة لرؤية صغيرها من حين لآخر، وإمكانية إرضاعه إن كان رضيعًا، وهو إجراء موجود في كثير من دول العالم، وحق من حقوق الطفل في الحياة، وفي التربية وفي الرعاية.
حق الحياة الكريمة حق للأطفال، ولكل إنسان، وهو في حياة الطفل أولى لعدم إدراكه لمخاطر الحياة والاعتداء على النفس، وفي المسارعة لإنشاء دور الحضانة حياة لأطفال تهددهم المخاطر إن لم تكن من عاملة مجرمة فمن غيرها، فهل توقظ المأساة الضمير، وتحرك قلوب المسؤولين المعنيين وخططهم لتنفيذ ما هو موجود في النظام، فيبدأ من الآن إنشاء دور حضانة حيث ينبغي أن توجد؟ وأرجو ألا تمر المأساة بعد صخبها الإعلامي، وضجيجها في القلوب الرحيمة ثم يُنسى الموضوع، ونفاجأ بمأساة جديدة.
ربط الله على قلوب أسرة تالا وأسرة فرح، وعوّضهم خيرًا، وجعلهما شفيعتين للأمّين والأبوين المكلومين.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة