طموحاتٌ كبرى

في مانشيت رئيس على الصفحة الأولى (8 أعمدة) من هذه الصحيفة (المدينة) يوم الخميس 2/12/1433هـ جاء ما يلي: (إعادة إحياء الأراضي غير المستخدمة لتسكين المحتاجين في المدن)!!
في البدء لنا وقفة مع العبارة الآنفة في صيغة أسئلة مفتوحة وتساؤلات غير محدودة.
فعبارة إعادة الإحياء مفهومة المقصود، ومَن أحيا أرضًا فهي له، لكن ما المقصود بالأراضي غير المستخدمة؟ وهل يا ترى توجد أراضٍ غير مستخدمة؟ وإن وجدت فوضع اليد كان أسبق عليها، وذلك عن طريق صائدي المنح الذين يقومون بالنيابة عن الهوامير بالبحث عن أنسب المواقع، ومن ثم تطبيق المنحة أو المنح عليها، سواء في جنح الليل، أو في وضح النهار ذلك لا فرق البتة.
إن طموحات وزارة الاسكان -الوليدة- طموحات كبرى ومشروعة، خاصة وهي تسعى على نحو حثيث لحل أزمة الإسكان التي تتربص بأبناء هذا الوطن، خاصة ذوي الدخل المحدود، والمتعففين، وغير القادرين على التملّك.
إن برامج الوزارة التي منها: إقامة المشروعات النموذجية في القرى والمدن الصغيرة، والوحدات الإسكانية المتفرقة في المدن الوسطى والكبيرة، وبرامج الوحدات السكنية القائمة على دمج الشرائح الفقيرة -المعدمة- مع الشرائح الوسطى (الدمج الاجتماعي)، بالإضافة إلى الإسكان الطارئ والعاجل، برامج تطوير وإعادة تأهيل الأحياء السكنية الشعبية، وبرامج تطوير الأحياء الشعبية والقديمة، والأحياء الطارئة (العشوائية التي تحزم المدن الكبرى، وتنتقص من هيبة المدن).
ومن هذا المنبر أتوجّه لمعالي وزير الإسكان برجاء يُمثِّل رغبة وأمل أعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية، والذين صدرت لهم منح سامية، وحصلوا عليها في المدن الرئيسة (الرياض، جدة، الدمام)، لكن تعذّر عليهم استثمارها بالبناء عليها؛ لعدم قدرة الغالبية العظمى من تمويل بناء مساكن لائقة على هذه الأراضي، فيا حبذا أن تتولى وزارة الاسكان تمويل إسكان أعضاء هيئة التدريس، فذلك -لا شك- يُسهم جزئيًّا في حل مشكلة الإسكان، ويمكن الاستنارة بمشروع تمويل مساكن أعضاء هيئة التدريس في الإمارات.. أعضاء هيئة التدريس على رأس العمل، وأولئك الذين غادروا أروقة الجامعات يستحقون الاهتمام.