Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الافتراش وارتفاع أجور حملات الحج

نجح الحج أمنياً وهو أهم نجاح، ونجح خدمياً كذلك، غير أن كثرة حجاج الافتراش كانت واضحة وأُعلن عنها، وهو موضوع جدير بالدراسة، فبعض هؤلاء ذُكر أن لديهم تصريح حج مع شركات أو مؤسسات فما سبب افتراشهم، هل هو

A A
نجح الحج أمنياً وهو أهم نجاح، ونجح خدمياً كذلك، غير أن كثرة حجاج الافتراش كانت واضحة وأُعلن عنها، وهو موضوع جدير بالدراسة، فبعض هؤلاء ذُكر أن لديهم تصريح حج مع شركات أو مؤسسات فما سبب افتراشهم، هل هو قصور الخدمة أو إهمال الشركة أو غير ذلك؟!.
مؤسسات وشركات الحج مازالت تُدار بأساليب غير متطورة، ويسيطر على أصحابها الربح الكثير أكثر من خدمة الحاج والرضا بربح معقول، ومن أهم الحلول العمل على إيجاد شركات كبيرة ذات مسؤولية تتساوى مع هذه الشعيرة العظيمة بحيث يُحاسب كل من قصّر في الوفاء بالعقد الذي بينه وبين الحاج.
الافتراش من حجاج الداخل ومن المقيمين في الأكثر، ومن أهم أسبابه ارتفاع أجور حملات الحج في حين أن المفترش لا ينفق إلا مبلغاً ضئيلاً في ظل توافر المواد الغذائية الخيرية، والحجاج من المواطنين في الأغلب لا يفترشون إلا إذا عجزوا عن المبالغ الكبيرة التي فرضتها حملات الحج والتي بلغت حداً عالياً هذا العام، وبعض أصحاب الحملات يرجعونها إلى ارتفاع أجور الخيام في منى.
ارتفاع أجور الحملات سبب رئيس في الافتراش، وهذه الأجور في ارتفاع متزايد كل عام، ومن لديه عائلة ذات عدد من الأفراد يشعر بارتفاع الأجور، ولم نطلع على معايير تحدد بموجبها هذه الأسعار، وإذا وجدت هذه المعايير (ضوابط الأسعار في الدرجة الأولى كذا وفي الدرجة الأخيرة كــــذا) عند ذاك سيقتنع الناس.. ولكـــن مــا أعلن هو من صاحب الحملـــة هـــو من يحدد السعر ويحتج بارتفـــاع أجور الخيام، وليس أمـــام الحــاج إلا القبول بما يُفرض أو الافتـــــــراش.
إضافة إلى ذلك اتضح قلة المصرّح لهم بحملات لحجاج الداخل، وعندما فتحت هذه الحملات أبوابها في وقت متأخر من شهر ذي القعدة، أغلقت في يوم أو يومين محتجة بانتهاء العدد المحدد لها، ومادام عدد الحملات محدودًا، والعدد المخصص لها محدودًا، فليس هناك خيار إلا الافتراش.
أسعار الحملات غالية جداً هذا العام، وأعدادها قليلة، والعدد المخصص لكل منها من الحجاج محدود أيضاً، وفتح أبوابها لاستقبال الراغبين جاء متأخراً، كل تلك الأمور لابد من بحثها من الآن فور انتهاء الحج، فإن كان السبب قلة الحملات زيدت، وإن كان السبب غلاء الأسعار نوقشت وحدد لكل حملة السعر المناسب وفق معايير، وإن كان السبب نقص العدد المخصص للحملة- ولديها إمكانات- زيد العدد، وإن كانت الأسباب غير ذلك تتم معالجتها، أما المقيمون الذين يرون في إقامتهم في المملكة فرصة لأداء الحج عن أنفسهم أو أقاربهم في ظل ارتفاع تكاليف الحج فلابد من دراسة هذا الموضوع دراسة بحثية دقيقة، فالحج بالافتراش لا يكلفه إلا مبالغ ضئيلة لكنه يكلف إخوانه الحجاج الكثير من المتاعب.
بقي أن أقول إنه لابد من إقناع من يتابعون الحج كل سنة طمعاً في الأجر (وقد يحتال في الحصول على التصريح بأن يكون محرماً لإحدى محارمه) لابد من إقناعهم أن أبواب الخير أكثر من أن تحد، وقد يكون إنفاق تكاليف الحج في عمل خير آخر أفضل من الحج النافلة.
الافتراش وارتفاع الأجور للحملات، وإغلاقها في وقت مبكر ظاهرة بارزة في حج هذا العام، وهي بحاجة لإجراءات فاعلة من كل الأطراف لمحاربتها والقضاء عليها.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة