Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أين المنطق؟

لا أفهم بأي منطق يطالب بان غي مون الأمين العام للأمم المتحدة كلاً من الكيان الإسرائيلي الغاصب والفصائل الفلسطينية المقاومة، بضبط النفس والتوقف عن اللجوء إلى العنف على خلفية ما يجري في قطاع غزة من أحدا

A A
لا أفهم بأي منطق يطالب بان غي مون الأمين العام للأمم المتحدة كلاً من الكيان الإسرائيلي الغاصب والفصائل الفلسطينية المقاومة، بضبط النفس والتوقف عن اللجوء إلى العنف على خلفية ما يجري في قطاع غزة من أحداث.
المناشدة بضبط النفس والتوقف عن اللجوء إلى العنف، مطالب ليس لها معنى إلا في حالات النزاع بين الدول المستقلة ذات السيادة. وهذا لا ينطبق على الوضع في عموم فلسطين، وبشكل خاص على قطاع غزة. في فلسطين يوجد احتلال سافر واعتداءات لا تكاد تنقطع من قبل المحتل، فكيف تطالب الأمم المتحدة عبر أمينها العام، كلا الطرفين، المحتل والطرف الواقع عليه الاحتلال، بضبط النفس والتوقف عن ممارسة العنف دون التطرق لموضوع الاحتلال من الأساس؟!
الأدهى من ذلك والأمر أن الأمم المتحدة أصدرت بشأن الصراع العربي الإسرائيلي وبشأن قضية الشعب الفلسطيني بشكل خاص، عدداً غير قليل من القرارات التي طالبت الجانب الإسرائيلي بالجلاء عن الأراضي العربية وبعض الأراضي الفلسطينية التي ابتدأ العدو في قضمها منذ عام ١٩٤٨ الذي خسرت فيه الجيوش العربية المعركة ضد إسرائيل، فكان أن أصدرت الأمم المتحدة القرار ١٨١ والقرار ٣٣٨و٢٤٢ إضافة إلى غيرها من القرارات التي صدرت بغرض تجريم الاحتلال الإسرائيلي للأراضي اللبنانية الذي استمر حتى العام ٢٠٠٠ وانتهى بانسحاب إسرائيلي قسري ولم يتم في معرض الاستجابة لقرارات الأمم المتحدة، مع ملاحظة أن العدو الإسرائيلي لا يزال يحتل مزارع شبعا اللبنانية رافضا بشكل سافر، الاستجابة لقرارات الأمم المتحدة في هذا الشأن.
إن حديث الأمين العام للأمم المتحدة حول ضرورة ضبط النفس ودعوته طرفي النزاع إلى التزام الهدوء والتوقف عن ممارسة العنف، يحتوي ليس فقط على مساواة عجيبة بين الضحية والجلاد، ولكنه يحتوي أيضا على تناقض صارخ ومغالطة للذات على اعتبار أن الأمم المتحدة أصدرت العديد من القرارات التي تقضي بضرورة إنهاء حالة الاحتلال الإسرائيلي لجميع الأراضي العربية!
أين المنطق في كل ذلك؟
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store