من الآيات التي تستوقفني كثيرا تلك الآية التي وردت ضمن سورة الأنعام: (( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم الى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون )) .
هذه الآية هي واحدة من الآيات المفتاحية في القرآن الكريم، لأنها ترسخ منهجا سلوكياً متسقاً مع القوانين والسنن التي يُسيِّر بها الله تعالى، المجتمعات والتجمعات البشرية.
المنهج الذي تدعو إليه الآية آنفة الذكر يتجسد عبر النهي عن سب الذين يدعون من دون الله. والمقصود هنا هم الأقوام التي لا تعرف الله مطلقاً، لأن الجزء المتبقي من الآية يؤكد على أنهم سيسبون الله تعالى. ومن يعرف الله تعالى لا يمكن أن يسبه.
هذا بخصوص المنهج السلوكي الواجب اتباعه. أما بالنسبة للقوانين والسنن الإلهية المتسقة مع هذا المنهج، فهي تعبر عن نفسها من خلال بقية الآية، حيث تؤكد الآية الكريمة على وجود ردة فعل مساوية لكل فعل.. وقانون الفعل وردة الفعل هذا هو الذي يجعل من السب المضاد حتى ولو كان موجهاً لله سبحانه وتعالى، أمراً متوقعاً ومنتظرا ولا غرابة في وقوعه إذا ما بادر المسلم إلى السباب.
أما القانون الأهم من ذلك فهو ما يتضمنه الجزء الأخير من الآية الكريمة (( كذلك زينا لكل أمة عملهم)).. وهذا يعني أن اعتزاز المجتمعات والأمم بالعقائد السائدة لديهم، والنظر إليها باعتبارها تجسيدا لقيم الحق والخير، هي جزء لا يتجزأ من طبيعة البشر، وهي واحدة من أهم الأسباب لاستمرار قانون الاختلاف بين الناس.
ليس هناك منهج سلوكي إلا ووراءه قوانين ثابتة.
المنهج والقانون
تاريخ النشر: 28 نوفمبر 2012 01:16 KSA
من الآيات التي تستوقفني كثيرا تلك الآية التي وردت ضمن سورة الأنعام: (( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم الى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون
A A