Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

القبة الحديدية والحرب النفسية

أثناء العدوان الأخير على قطاع غزة، وقعت وسائل الإعلام العربية في فخ الحرب النفسية التي شنّها العدو بالتزامن مع عدوانه العسكري، ونقلت مصطلحات دعائية إسرائيلية دون أن تتوقف أمامها أو تراجعها.

A A
أثناء العدوان الأخير على قطاع غزة، وقعت وسائل الإعلام العربية في فخ الحرب النفسية التي شنّها العدو بالتزامن مع عدوانه العسكري، ونقلت مصطلحات دعائية إسرائيلية دون أن تتوقف أمامها أو تراجعها.
من هذه المصطلحات (القبة الحديدية) وهي التسمية التي أطلقها العدو على منظومة صواريخه المضادة للصواريخ. وبالطبع فإنه لا يخفى على أي ذي فهم، ما تحمله هذه التسمية من وقع ضخم وكفيل ببث الرعب في قلوب كل من يسمعه من الطرف الآخر.
لو استخدمت وسائل إعلامنا العربية تسمية العدو (القبة الحديدية) ثم أشفعتها بعبارة (كما تزعم إسرائيل) أو (كما تسميها إسرائيل) لهان الأمر ولأصبحنا أمام نصف مصيبة فقط. أما أن يُردِّد الإعلام العربي في فعل ببغاوي، كل المسميات التي يطلقها إعلام العدو دون تمحيص أو مراجعة، فهذه والله مصيبة كاملة، بل وكارثة على الصعيدين المهني والوطني.
التسمية التي كان يجدر بالإعلام العربي إطلاقها على ما يُسمِّيه العدو (القبة الحديدية) هي: منظومة الصواريخ المضادة للصواريخ. أما غير ذلك فلا يمكن القبول به أو نقله حرفيًا من وسائل إعلام العدو.
لقد أثبت العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وأثبتت معه صواريخ المقاومة كفجر وغراد والقسام، مدى محدودية فاعلية منظومة الصواريخ الصهيونية المضادة للصواريخ.. فعلى أي أساس مهني أو علمي تقوم وسائل الإعلام العربية بإطلاق مسمى (القبة الحديدية) على هذه المنظومة غير الفاعلة من الصواريخ، رغم ما تحتوي عليه التسمية الإسرائيلية من مبالغة تصل حد الكذب السافر؟!
إذا كان هناك من شيء يستحق إطلاق لقب (حديدي) عليه، فهو الإرادة الفلسطينية.. أما قبة العدو التي كان يفاخر بها، فقد أثبتت التجربة أنها قبة من صفيح وليست من حديد.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store