يوفنتوس.. المارد الذي استيقظ من سباته

حتى بعد هزيمته من ميلان بهدف للا شيء جاء عن طريق ركلة جزاء أثبتت الإعادات التلفزيونية عدم صحتها، فإنني أرى بأن اليوفنتوس ما زال وسيظل خارج المنافسة هذا الموسم.
اليوفنتوس لم يستفد فقط من عدم وجود منافسين أقوياء على الصعيد المحلي، بل إن الفريق طور أداءه ووصل إلى حالة ممتازة على صعيد الانسجام والانضباط التكتيكي والتوازن بين الأداء الدفاعي والهجومي.. ولو كان الفريق يمتلك رأس حربة في مستوى التطلعات، لاستطاع أن ينهي معظم مبارياته في الدوري الإيطالي بفوز صريح، ولتمكن من المنافسة بقوة على لقب دوري الأبطال الأوروبي.
يوفنتوس هو الفريق الكبير الوحيد في العالم الذي يلعب وفق الرسم التكتيكي ٣ / ٥ / ٢ ، الشيء الذي يسمح له في معظم الأحوال بالسيطرة على منطقة المناورة التي يتواجد بها ماركيزيو وفيدال، وبيرلو الذي أرى أنه الأفضل مع تشافي على مستوى العالم في مركز المحور صانع اللعب. أما على الأطراف فيوجد الظهيران الوهميان ليشتنشتايتر وآسموا.. ووجود هذين اللاعبين اللذين يمتلكان عنصري السرعة والقوة والقدرة على أداء الأدوار الدفاعية والهجومية بنفس الكفاءة، هو الذي يخلق الزخم الهجومي المطلوب لإحكام الضغط على المنافس، في نفس الوقت الذي يضمن فيه إغلاق الأطراف وممارسة العمليات الدفاعية من مواقع متقدمة بعد أن يترك مهمة إغلاق العمق لثلاثي الوسط الذي أشرنا إليه آنفا.
اليوفنتوس هو أحد أفضل فرق العالم في القدرة على خنق المنافس وتجريده من القدرة على بناء الهجمات.. وهذا ما يجعله يتحكم في إيقاع معظم المباريات التي يخوضها وخصوصا عندما يلتقي مع منافسين أقوياء. ومن أراد أن يشاهد ذلك عمليا عليه العودة إلى مباراتي الفريق ضد حامل لقب بطولة أوروبا، تشلسي، حيث قدم الفريق أداء نموذجيا وتمكن من إغلاق المنافذ ثم شن الهجمات الخطرة التي أثمرت عن تسجيل خمسة أهداف في المباراتين.
لو تمكن يوفنتوس من تعزيز صفوفه برأس حربة من طراز عال خلال الانتقالات الشتوية، فإنني أرشحه للمنافسة على اللقب الأوروبي. أما اللقب المحلي فهو محسوم حسب وجهة نظري حتى قبل نهاية مباريات الدور الأول.