Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

صناع الإرهاب

صوتت أمريكا ضد مشروع القرار الذي يقضي بمنح فلسطين صفة مراقب بالجمعية العامة للأمم المتحدة‘ فيما امتنعت بريطانيا عن التصويت.

A A
صوتت أمريكا ضد مشروع القرار الذي يقضي بمنح فلسطين صفة مراقب بالجمعية العامة للأمم المتحدة‘ فيما امتنعت بريطانيا عن التصويت.
الأمريكيون والبريطانيون عللوا موقفهم من مشروع القرار، بأن الموافقة على مثل هذا المشروع ستكون كفيلة بالتأثير سلبا على مسار مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي!
الأمريكيون والبريطانيون يعرفون تماما أن مسار المفاوضات متوقف منذ زمن ليس بالقصير، وهم يعلمون أيضا أن المفاوضات توقفت منذ أن رفض العدو الصهيوني تعليق، ولا أقول إيقاف، مخططاته الاستيطانية في الأراضي المحتلة ما بعد حرب ١٩٦٧.. أي الأراضي التي لا تعترف الأمم المتحدة بسيادة العدو عليها، ولا تقرر بقانونية بقائها تحت سلطته.. فعن أي مسار للمفاوضات يتحدث الأمريكيون والبريطانيون، وما هو مبرر الخشية من تعطيل مسار هو معطل في الأصل بسبب عناد وعنجهية وأطماع العدو المحتل؟!
لقد كان الأولى بالبريطانيين والأمريكيين ممارسة نوع من الضغوط على الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ سنوات، لحملها على الجلوس إلى طاولة المفاوضات وتقديم عروض حقيقية لدفع عملية السلام التي ترتكز على مبدأ الأرض مقابل السلام. أما أن يتفرج الأمريكيون والبريطانيون على محاولات إسرائيل المتكررة لإفساد مسار المفاوضات، ثم تعارض امريكا وتمتنع بريطانيا عن التصويت على منح الفلسطينيين صفة عضو مراقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة، فهذا ما لا يمكن فهمه إلا في إطار الاستهتار المطلق بالجانب العربي وعدم الاهتمام بتقديم ولو عذراً يمكن تصديقه أو القبول به لرفض مشروع القرار المذكوراو عدم التصويت عليه .
لقد قدم العرب في قمة بيروت قبل أكثر من عشر سنوات، مشروعهم للسلام، وأعلنوا بأن السلام هو خيارهم الاستراتيجي الوحيد، فهل كلفت حكومات العدو الصهيوني نفسها عناء الرد على العرض العربي السخي الذي اعترف بحق الكيان الاسرائيلي في الوجود، وقدم كل ما يلزم من ضمانات للحفاظ على أمن دولة الصهاينة المقامة على معظم أراضي فلسطين؟!
إن الأمريكيين وحلفاءهم البريطانيين سيكونون مسؤولين بانحيازهم الأعمى هذا، عن تنامي نزعات التطرف والعنف، فهل يحق لهم بعد ذلك أن يظهروا في ثوب الضحية التي تعاني من الإرهاب؟!
إنهم فعلا صناع الإرهاب.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store