Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أبوالفتوح.. هل يصلح ما أفسده الآخرون؟!

ما نشاهده اليوم في مصر ينذر بمخاطر كبيرة.. حراك سياسي متواصل.. حوارات حول نظام الحكم عبر أجهزة الإعلام المتعددة لا تتوقف..

A A
ما نشاهده اليوم في مصر ينذر بمخاطر كبيرة.. حراك سياسي متواصل.. حوارات حول نظام الحكم عبر أجهزة الإعلام المتعددة لا تتوقف.. أربعة وعشرون ساعة من الحوارات التي يعاد بثها ويشارك فيها نجوم إعلامية قديمة وجديدة تتكرر أحيانًا مشاهدة بعضها في أكثر من برنامج حواري خلال نفس اليوم.. جرى تسخين الحراك السياسي بحواراته بصدور الإعلان الدستوري الذي حصن رئيس الجمهورية به قراراته ضد القضاء وغيره.. خرجت المظاهرات الاحتجاجية على قرار الرئيس وانتشرت الاعتصامات ومقابلها خرجت مظاهرات أخرى مضادة لها مؤيدة لما قرره الرئيس في تعطيل إنفاذ القضاء لأي حكم يتعلق بقراراته.
شاهدنا مليونية التحرير ثم رأينا مليونية ميدان النهضة أمام جامعة القاهرة.. الأولى للمعارضة والثانية للمؤيدة.. وبسبب الحراك السياسي الساخن الحالي تعطلت عجلة الإنتاج وتوقـف الاقتصاد ودخل المواطن المصري في نفق مظلم لم تتضح نهايته بعد.
المخاطر والمصاعب الاقتصادية يعيشها المواطن المصري هذه الأيام إلا أن القادم قد يكون أشد خطرًا على مصر.. المظاهرات المؤيدة لقرار رئيس الجمهورية رفعت شعار «الشريعة والشرعية» وتكونت في معظمها من جماعات الإسلام السياسي، وهي بذلك تتهم المناوئين للرئيس مرسي بأنهم يقفون ضد الشريعة الممثلة في شرعية الرئيس.. وينقسم بذلك الصف المصري، حسب هذا التصنيف، إلى أناس يؤيدون الشريعة وآخرين يعارضون شرع الله.. ويظهر أن الإخوان المسلمين ورفاقهم من جماعات الإسلام السياسي رفعوا سلاحًا خطيرًا في وجه المناوئين السياسيين لهم يستخدمون به الدين كسلاح في معركة سياسية.
فإلى أين تتجه مصر؟!
التصعيد الحالي يتطلب وقفة عاقلة تغلب مصلحة البلاد، عبر الوصول إلى حلول وسط.. وهي حلول لا بد لطرف ثالث، لم يظهر حتى الآن، (أكان مجموعة أو فردًا) إيصال الطرفين إليها بالحوار بينهما عبره.
وكان المتوقع أن يتولى الرئيس مرسي، بصفته قائد البلاد، تقديم مبادرات لجمع الصف الوطني.. إلا أنه يبدو -أي الرئيس- ما زال يعيش كعضو في حركة الإخوان المسلمين، وهي حركة عاشت تحت الأرض لسنين طويلة وتعرضت للكثير من الاضطهاد وتكونت في نفسية أفرادها شكوك في الآخرين من غير الحركة ونواياهم وقناعات بوجود مؤامرات تحاك ضدها.. لذا كان من السهل على الرئيس أن يقتنع بوجود مؤامرة ضد نظامه وجماعته حتى وإن لم تقدم له أدلة قوية، رغمًا عن أنه رئيس للجمهورية يملك كل الصلاحيات التنفيذية والتشريعية التي تتيح له فضح أي مؤامرة، متى توفرت الأدلة بوجودها، ومحاسبة القائمين عليها.
لذا أصبح من الضروري لوقف التصعيد ومخاطره على مصر أن يبرز طرف ثالث تتوفر له الحكمة للجم تفاعل الوضع بشكل خطير وتقليص فرص اشتباك الطرفين المتظاهرين في شوارع العاصمة وخارجها.. والأمور تتفاعل بشكل سريع، وأكتب هذه الكلمة يوم الأحد قبل أن تظهر على صفحات (المدينة)، وقد يتطور الوضع في مصر خلال الفترة ما بين الآن وقراءة القارئ لهذه الكلمات.. إلا أنني أتمنى أن يظهر الطرف الثالث في أقرب وقت ممكن.
ويمكن للدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، المرشح الرئاسي السابق أن يكون الطرف الثالث المناسب، فهو من تيار الإسلام السياسي ولكنه وقف منتقدًا الإعلان الرئاسي، بدون تضامن كامل مع المنتقدين، ولم يبتعد كثيرًا عن جماعات الإسلام السياسي، لذا أجده طرفًا سيقبل به الرئيس مرسي وجماعته، وكذلك المحتشدون في ميدان التحرير.. وربما تظهر أطراف مصرية أخرى تسارع إلى تولي هذا الأمر.. إلا أنه من الضروري أن يتم ذلك بشكل سريع لتجنيب مصر ويلات الانقسام الحاد الذي تعيشه.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store