Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

هل يفعلها مرسي وينقذ مصر؟!

إذا لم يتمكن الإخوان المسلمين من التخلص من هاجس أن هناك من يتآمر عليهم بشكل متواصل فإن المناخ السياسي في مصر، حيث برز الإخوان مؤخرًا كسلطة حاكمة، سيشهد المزيد من عدم الاستقرار ويتعرض للعديد من المخاطر

A A
إذا لم يتمكن الإخوان المسلمين من التخلص من هاجس أن هناك من يتآمر عليهم بشكل متواصل فإن المناخ السياسي في مصر، حيث برز الإخوان مؤخرًا كسلطة حاكمة، سيشهد المزيد من عدم الاستقرار ويتعرض للعديد من المخاطر.. وعندما نطلب من جماعة الإخوان المسلمين الخروج من هاجس الإحساس بالمؤامرة، ليس لأنهم لوحدهم يعيشون هذا الهاجس، وإنما لأن الإخوان أصبحوا هم الحكام وبالتالي فإن دورهم أكبر من مجرد جماعة سياسية.
خيرت الشاطر، الرجل القوي في الجماعة ونائب المرشد العام فيها، قال: «إن هناك محاولات لإرباك النظام الجديد في مصر وإعاقة المسار الديمقراطي»، وأضاف: «إنه تم رصد لقاءات عدة بين قوى دولية وإقليمية وداخلية لسرقة الثورة».. وسعت جماعة الإخوان ومؤيدوهم من أحزاب الإسلام السياسي إلى وصف المعارضين بأنهم زمر من البلطجية والفلول والمارقين.
وفي نفس الوقت تتحدث المعارضة عن أن قدوم الإخوان المسلمين إلى السلطة هو جزء من مؤامرة على البلاد.. بل قال وحيد عبدالمجيد، الذي كان عضوًا فعالًا في اللجنة التأسيسية للدستور ثم انسحب منها مع من انسحب بحجة أن اللجنة بغالبية جماعات الإسلام السياسي فيها تصيغ بنود الدستور ليس حسبما يتم التوافق عليه وإنما كما ترغب هي فيه، قال في حوار على إحدى القنوات التلفزيونية: «إن السفيرة الأمريكية وممثل الاتحاد الأوروبي زارا رموز المعارضة السياسية وأخبروهم بأن أمريكا وأوروبا ترى أن الإخوان هم أفضل من يحكم مصر وأن بلادهم تؤيدهم خاصة بعد أن أظهروا كفاءة في تعاملهم مع ما جرى في غزة، وأنهم يتوقعون أن يساعد الإخوان في حل القضية الفلسطينية الإسرائيلية، وأنه على المعارضة أن تتفهم الموقف الأوروبي والأمريكي».
ومن ناحية أخرى ظهر محمد حسنين هيكل في برنامج حواري خاص به على قناة تلفزيونية مصرية مع المذيعة لميس الحديدي، ليكشف عن أن الأمريكيين قالوا له: «إنهم اقتنعوا بأن حركات الإسلام السياسي وخاصة الإخوان المسلمين يمكنها أن تحقق لهم مصالحهم في منطقة الشرق الأوسط بأقل كلفة ممكنة عليهم وبكفاءة عالية في إدارة شعوب المنطقة».
الحديث عن التآمر والمؤامرات متشعب وكل يتهم الآخر بأنه جزء منها.. إلا أن النظام الحالي في الحكم عوضًا عن أن يتصرف كسلطة وطنية ويجمع المواطنين بمختلف مشاربهم حول أهـداف رئيسة يلتقي الجميع حولها (وهي كثيرة) ويقوم بإدارة الأزمة الحالية، وقع تحت تأثير هاجس المؤامرة واستسلم لجماعة الإخوان المسلمين الذين نجحوا في شطر الشعب إلى فئتين هما الفئة الصالحة التي يرضى الله عنها، وهي فئة أنصارها ومؤيديها، والفئة الضالة التي تتبع الشيطان وستدخل جهنم وبئس المصير، وهم بقية الشعب.
ما لم يرتفع الرئيس محمد مرسي إلى مستوى أعلى من وظيفته السابقة في جماعة الإخوان إلى مقام رئيس مصر الذي يستخدم أدوات الدولة لا الجماعة في تحقيق الأهداف الوطنية المتمثلة في جمع الصف وإيقاف التشرذم والبحث عن وسط يلتقي أغلب المواطنين عليه وتكون جماعته عونًا له في ذلك، فإن مصر تواجه خطرًا أكبر مما هي عليه اليوم.
لقد نجحت جماعات الإسلام السياسي في تعريض مصر لمخاطر هي في غنى عنها، وأبرزها استبعاد الأقباط من العملية السياسية بعد خروجهم من اللجنة التأسيسية للدستور وتعريض حوالي ثمانية إلى عشرة ملايين مصري مسيحي لدعوات تنطلق من خارج وداخل مصر بإقامة كيان قبطي خاص بهم ضمن دولة فدرالية أو كونفدرالية (الأكراد في العراق)، أو الخروج بدولة مسيحية مستقلة (كما فعل النظام الحاكم في السودان مع جنوب السودان).. بالإضافة إلى مخاطر السعي لتمكين الإخوان من السيطرة على البلاد واستبعاد كل من يخالفهم الرأي السياسي الذي يغلفونه بالدين.. والحل لكل ذلك بيد الرئيس المصري.. فهل يفعلها ويُصحِّح مسار مصر ما بعد ثورة 25 يناير؟!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store