المجلس البلدي بجدة بين الواقع والمأمول!!

يعتبر المجلس البلدي بمحافظة جدة من أنشط المجالس البلدية على مستوى المملكة، وأكثرها حركة وإنجازاً، ومن أبرز مهام المجلس هو نقل صوت المواطن والوصول به إلى المسؤولين أو متخذي القرار لحل بعض الإشكالات مما يواجه ساكني جدة، ويربك حياتهم اليومية التي تحتاج إلى حلول سريعة وجذرية.
وقد كثرت مشاكل جدة، وتعالت أصوات المواطنين مطالبين بحلول سريعة لمشاكلها الرئيسة من: صرف صحي، وتصريف لمياه الأمطار والسيول، وحل جذري لعجز المياه بين فترة وأخرى، والشوارع المكسرة، والمطبّات، والحفر، وسوء زفلتة الشوارع، واهتراء الأرصفة، وتكدس النفايات الصلبة في معظم الأحياء، وغيرها من المنغصات التي تمر بحياة الإنسان اليومية صباح مساء.
والمجلس البلدي له دور في رصد هذه المشكلات ولكن ليس بيد أعضائه عصا سحرية لحلها في يوم وليلة، أو إيجاد وسائل فاعلة بالضغط على الجهات ذات العلاقة لإنهاء معاناة المواطنين. ولا يمكن لأعضاء المجلس المرتبط معظمهم بأعمال ووظائف خارجية أن يتفرغوا لحل هذه المشكلات التي تنوء بها محافظة يفوق عدد سكانها الـ ( 4 ملايين نسمة)، أو على الأقل متابعة شكاوى سكانها التي تأتي من كل حدب وصوب بسبب الوضع المتردي لأحيائهم، ولوضع حلول مرضية لهم.
وحتى يقدم المجلس البلدي كل خدماته بفعالية وينجز متطلبات المواطنين ، فيجب أن تتخذ عدة أمور لتسهيل مهام المجلس لعل من أهمها: 1- استقلالية المجلس عن أمانة محافظة جدة ، بحيث يصبح جهة ذات شخصية اعتبارية قائمة بذاتها، 2- أن يرفع المجلس تقارير ربع سنوية لصاحب القرار سمو وزير الشؤون البلدية والقروية مباشرة يذكر فيها ما تم إنجازه وما تحقق خلال هذه الفترة، 3- أن يكون المجلس عاملا مساعدا ومساندا للأمانة في تزويدها بتقارير عن احتياجات المواطنين، ومطالبهم، ويحرص على سرعة حل هذه المشكلات التي تعاني منها معظم الأحياء ومتابعتها مع الأمانة وبلدياتها، 4- أن يكون للمجلس ميزانية مستقلة لتصريف شؤونه وإنجاز مهامه.
نعم لا يمكن أن تتم أعمال المجلس، أو أن تحقق كل الأهداف المأمولة منه إلا بالعمل الميداني، وعمل زيارات أسبوعية للجانه المختلفة، لمتابعة شكاوى المواطنين ميدانيا، والإشراف عليها في الموقع، ومتابعة المشاريع القائمة في المحافظة بمختلف فئاتها، وكتابة تقارير بشأنها للجهات ذات العلاقة، ولا يضير المجلس في أن يستعين بكفاءات خارجية متخصصة في المشاركة في هذه الزيارات الميدانية، حتى يخرج العمل بشكل علمي مدروس، بعيدا عن التخبط والعشوائية. هذا ما نرجوه، والله ولي التوفيق.

.