تأجير الاسم

سألني أحد المستثمرين في المقاهي، (Coffee houses)، وهي تلك التي تقدم طيفًا واسعًا من القهوة، دون أن يصحب ذلك معسلات، أو "حُمى" فقط قهوة؟! هذا المستثمر لديه (10) مواقع لتقديم القهوة، وفي كل موقع يعمل (15) عاملاً مستقدمًا، وهذا يعني أن لديه (150) عاملاً، بالطبع ليس بينهم ولا مواطن واحد.. ومتوسط أجر العامل (1400) ريال، بالإضافة لتأمين السكن الجماعي، أمّا التأمين الطبي فيُخصم من الأجر الشهري للعامل الغلبان أو المغلوب على أمره.. لا فرق!!
ونحن نتحاور وصل مدير أعمال المستثمر!! بل المستثمر الحقيقي، وهو من جنسية آسيوية/هندية، وكنت أرى الامتعاض على قسمات وجهه من قرار وزارة العمل بفرض مبلغ 2400 ريال عن كل عامل وفق آلية مقننة تفرض هكذا رسوم على كل قطاع لا يحقق معادلة السعودة (التوطين)، التي تنادي بها وزارة العمل؛ لامتصاص البطالة من بين المواطنين، وتقليصها إلى الحدود الدنيا والطبيعية في المدى المتوسط والبعيد.
لقد تبيّن لي من شدة امتعاض مدير أعمال المستثمر السعودي بأن دفع ما يساوي 360 ألف ريال سيكبّده خسائر فادحة في مجمل ربحه، وأنه يفكر بخصم مبلغ الـ200 ريال شهريًّا الـ2400 سنويًّا من أجور العمال الذين كما قال ربما يرفضون هذه التسوية الظالمة، ويطلبون المغادرة النهائية.
المستثمر السعودي (الواجهة/المتستر) لم يكن أقل امتعاضًا من صاحبه الأجنبي، فدخله سينكمش من 45 ألف ريال شهريًّا، والذي يساوي 3000 ريال عن كل مقهى من المقاهي الـ15 مقابل تأجير الاسم، ورقم السجل الوطني في الاستقدام.. ذلك الدخل يعادل راتب وزير قبل إضافة (15%)!!
سألني ماذا تقترح؟! قلت توظيف 4 سعوديين في كل مقهى، (2) حراس أمن، (2) أمناء صندوق (60) موظفًا سعوديًّا تُخرجك من دوامة معادلة السعودة، وتكون قد خدمت وطنك، وطيبت دخلك. قال: فكرة جيدة، قلت: المهم التطبيق.
* ضوء:
(لا نعرف ما هو سر النجاح، لكن نعرف أن سر الفشل هو محاولة إرضاء الجميع) رائد الحماد