Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

العمل المروري الميداني هو الحل

لو جاز أن يكتب عن مآسي المرور بالدم لما كان ذلك كثيرًا؛ فإذا كان المرض -أي مرض- يتسبب في موت فرد واحد فإن حوادث المرور تتسبب في موت أفراد، وإعاقة آخرين، وتيتيم أطفال، وترميل نساء، والإصابة بأمراض نفسي

A A
لو جاز أن يكتب عن مآسي المرور بالدم لما كان ذلك كثيرًا؛ فإذا كان المرض -أي مرض- يتسبب في موت فرد واحد فإن حوادث المرور تتسبب في موت أفراد، وإعاقة آخرين، وتيتيم أطفال، وترميل نساء، والإصابة بأمراض نفسية، وملء سُرر المستشفيات بمصابي الحوادث وحرمان مريض محتاج، وإتلاف الممتلكات من سيارات وغيرها.
وقد تتبعت ما نشر من إحصاءات عن المخالفات خلال أسبوع من حملات المرور الميدانية: ففي جدة خلال 3 أيام (18126) مخالفة أي 6042 مخالفة يوميًا، وفي خبر آخر أن أكثر من 250 دورية مرورية سجلت (9000) مخالفة على الكورنيش الشمالي خلال يومين، وفي الطائف (9151) خلال أسبوع، وفي المدينة المنورة (267) حالة قطع إشارة في عطلة نهاية الأسبوع، وفي الرياض تم إيقاف (59) مفحطًا خلال حملة لملاحقة المفحطين، وفي مكة المكرمة سجل الحاسب الآلي خلال شهر المحرم (48412) مخالفة بمعدل (1614) مخالفة يومية، منها 5009 مخالفات قطع إشارة.
وأهم المخالفات قطع الإشارة، والسرعة الزائدة عن السرعة المحددة، وعكس السير، وعدم إعطاء الأفضلية، وعدم ربط الحزام، والوقوف الخاطئ، ورمي المخلفات، والسير بدون لوحات أو طمسها (من أجل ساهر)، وغيرها وأكثرها لا يرصده ساهر سوى السرعة وقطع الإشارة في بعض المواقع.
إن خروج رجال المرور من مكاتبهم إلى العمل الميداني المروري ورصد المحالفات هو الحل للتسيب المروري والاستهتار بقوانين المرور من كثير من السائقين حتى وصل الأمر إلى أن السائق لا يستخدم إشارة الانعطاف للدخول أو الخروج من طريق وبخاصة الطرق السريعة، ويستخدم الجوال ليس للاتصال لرقم مبرمج أو الرد عليه فحسب، بل بالتشاغل بإرسال رسائل أو طلب رقم بالضغط على الأرقام، أما المراوغات بين السيارات فقد صارت ظاهرة واضحة لا يمكن إيقافها إلا بالرصد الميداني، وتجاوزت السيارات الصغيرة للشباب إلى شيوخ ابيَّض منهم شعر الرؤوس، وهم بفعلهم يفتحون قبورًا لمن يموت ومآسي لمن بقي على الحياة من الأهل والأحباب، أو قل دمار أسر وجعلها تعيش ما بقي لها من حياة في مأساة فقد العائل أو الأم أو الولد.
«ساهر» هو عيون رجال المرور الذين كان المستهترون يخشون خروجهم من أي شارع، ودوريات المرور هي الحل للحد (إن لم يمكن القضاء) على ما تعيشه مدننا وطرقنا من استهتار بقوانين المرور، وإذا لم يطبق القانون فكأنه غير موجود، وإعادة هيبة المرور بتوقع وجود دورية في أي شارع؛ هو الأمل في القضاء على ما يسببه المستهترون من حوادث مؤلمة.
لعل في اتجاه المرور إلى الحملات الميدانية التي سبق سرد بعض ما رصدوه «حافزًا» على أن تكون جولاتهم هي «ساهر» فهم عيون ساهرة، وبجهودهم -بعد توفيق الله- يكون وضع الحد للمأساة، حتى وصل الأمر أن التهنئة بالسلامة كانت تقال للمسافر، أما الآن فللخارج من بيته إلى عمله إن عاد سالمًا، شكرًا لرجال المرور، ودعاء لهم بالتوفيق، ولعل الحملات المرورية تكون دائمة لا مؤقتة فقد وصل الأمر إلى حد الهلاك.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store