Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

عبد المنعم.. الأستاذ

ليست القضية في شخص الأستاذ عبد المنعم مصطفى ومن يكون وما هي مؤهلاته العلمية أو المهنية، كما أنها لا تتمحور حول مكانته وقيمته ككاتب تتجاوز مواهبه التحليل السياسي، لتصل إلى التعاطي مع الفكر السياسي و

A A

ليست القضية في شخص الأستاذ عبد المنعم مصطفى ومن يكون وما هي مؤهلاته العلمية أو المهنية، كما أنها لا تتمحور حول مكانته وقيمته ككاتب تتجاوز مواهبه التحليل السياسي، لتصل إلى التعاطي مع الفكر السياسي والاستراتيجي الذي يحتاج إلى امتلاك أدوات خاصة جداً.
ليست القضية من هو عبد المنعم مصطفى وما هو تاريخه في العمل الصحفي وما هي مكانته بين زملائه من الكتاب العرب. القضية الحقيقية التي يتوجب أن نتوقف أمامها هي مصرية عبد المنعم مصطفى التي يُفترض ألا يزايد عليها شخص لا يحمل جنسية مصر التي نحبها ونحس تجاهها بعواطف خاصة وبنوع من الانتماء الذي تقتضيه عروبتنا، ويحتمه ولاؤنا لتاريخنا الحضاري كعرب ومسلمين.
نعم كلنا معنيون بالشأن المصري، لكن هذا لا يتيح لنا المزايدة على المصريين الذين نختلف معهم في توجهاتهم السياسية.. ولا يعني أن نمنح أنفسنا الحق في السعي لمصادرة آرائهم المتعلقة بشؤون بلدهم، ورؤاهم المتعلقة بمستقبلها ومصيرها الذي لا يحق لغيرهم أن يقرروه. وهذا بالتحديد هو أول وأهم ما نأخذه على المتعاطفين مع فكر الإخوان الذي لا يعبأ كثيرا بالهوية الوطنية أو المصالح القومية، والذي يرى أن من حقه ممارسة كل أنواع التدخل والوصاية على كل من يحمل أجندة وطنية، في سبيل إقامة دولة الخلافة المنتظرة.
من ناحية أخرى يبقى النقد حقاً مشروعاً وذا صلة وثيقة بالفضائل العقلية. لكن أن يختلط مفهوم حق النقد وحرية الانتقاد، بحق السب وحرية الشتم، فهو ما لا يمكن تسويقه حتى وإن توارى خلف لافتات أو شعارات دينية براقة. ودعونا نعود هنا للآية القرآنية الكريمة التي وردت بهذا الخصوص: ((ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم الى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون)) الأنعام. وهو المنهج القرآني الوارد في التعامل مع من لا يعرف الله، فما بالك إذا ما كان الخلاف محصوراً في الجانب السياسي فقط؟!
لقد هالني أن أقرأ ذلك التهجم الذي شنه الأستاذ الدكتور سالم سحاب على الأستاذ عبد المنعم مصطفى، ولقد هالني أكثر من أي شيء تلك العبارات التي لا يمكن تصنيفها خارج قائمة السب العلني، ومنها ( الكلام الرخيص ) إضافة إلى عبارات التحقير والإدانة من عينة ( المصطلحات الجوفاء ) علاوة على عبارات السخرية الجارحة من عينة ( العباقرة والأذكياء من شاكلة عبد المنعم )!!
أما ردة فعل الأستاذ عبد المنعم مصطفى فقد أتت لتؤكد أستاذيته وانحيازه للمنهج العلمي الذي انعكس في رده، من خلال التفنيد القائم على المعلومة غير المبتسرة ومقارعة الفكرة بالفكرة بعيدا عن عبارات الإدانة أو السباب أو التجريح أو الشخصنة. وهو ما يضفي على رده المنشور تحت عنوان ( عندما يشتمك المشاهير ) بعداً أخلاقياً أضاف إلى منهجه الذي يهدف إلى تكريس العقل النقدي، بعداً جمالياً يتسم بقدر عظيم من الرقي.
عبد المنعم مصطفى أستاذ يحتاج الكثيرون أن يتعلموا منه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store